الجميع يعلم أن (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) هي أحد الواجبات الإسلامية وأحد الركائز الهامة في العقيدة الإسلامية والكل يعلم الدور الكبير والهام الذي يقوم به رجال هيئات الأمر بالمعروف في ملاحقة ومتابعة المظاهر السلبية الخادشة للحياء والمخالفات الشرعية الظاهرة والتعامل معها بما يقتضيه الأمر وفي الآونة الأخيرة ظهرت جهود رجال الحسبة أكثر وأكبر وحققت أدواراً أكثر أهمية وبكل مسؤولية وأبدعت حين تلاحق المبتزين والسحرة والوقوف على كثير من هذه الأمور والتعامل معها لاستئصال مخالفات شرعية وخلقية والقضاء عليها وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل مغرض، ولكن لي وجهة نظر تضاف إلى دور الهيئات وتعمق التواصل مع شرائح المجتمع بشكل عملي هادف وبناء ويضيق الهوة بين رجال الحسبة والمجتمع خاصة أن الانطباع عند بعض أفراد المجتمع أن الهيئة هي سلطة تقبض وتسجن وتلاحق وتزجر ..الخ..هذا مفهوم البعض وقد يكون نتج عن بعض المواقف السلبية من الطرفين وأقول من الطرفين أي البعض منهم وهذه أيضاً حقيقة يجب ألا ننكرها وألا نقف عندها ولكن الآن ننظر إلى منهجية التحديث التي تتبعها الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويطبقها رجال الحسبة وهذا التحديث والأسلوب الجيد والتعامل المرن مع أفراد المجتمع كان له دور هام في الاحساس بنوع من الرضا والقبول وتحسين التعامل وان هذا الاجراء أبداً لا يؤدي إلى التفريط في واجبات العمل والمقاصد الشرعية لهذا المرفق الهام لرجال الحسبة ولكن ما أود اضافته من خلال هذه الزاوية يعتبر مهماً جداً لتواصل رجال الحسبة مع كافة شرائح المجتمع وخلق نوع من التوادّ والمحبة وايصال مفهوم دور الحسبة في الإسلام للمجتمع من خلال التعامل معه مباشرة بشكل تلقائي ولإثراء التواصل أقترح التالي: 1- من المعلوم أن الأحياء بالمدينة مقسمة إلى عدة مراكز تتبع هذه الأحياء فيها (عمد) ومن المهم جداً أن يقوم العمدة بإشعار المركز بالوفيات وحينها يقوم أحد أعضاء المركز بزيارة ذوي المتوفي والتعريف بنفسه وتقديم واجب العزاء. 2- كذلك بالنسبة للأفراح يقوم أيضاً أحد الأعضاء بالزيارة الخفيفة وتقديم التهاني والتعريف بنفسه. 3- كذلك زيارة بعض من المرضى بالحي بشكل عشوائي. 4- من وقت لآخر زيارة الأعيان والوجهاء والتعريف بهم. 5- ما يلاحظه رجال الحسبة في الأسواق من بعض المخالفات في المظهر والتصرف (الخفيف) منها مناصحة الشباب بطريقة عصرية وفق مقدرات الحوار وبشكل محبب للنفس ولو كتب لهذه الزيارات والمشاركات المجتمعية وغيرها أن تنفذ على أرض الواقع سيكتب لصالح رجال الحسبة بمداد من ذهب ويسجل حضوراً متميزاً ويُعرف بدورها ويجسد المفهوم الشرعي والإنساني والمجتمعي ويقوي جسور التواصل مع شرائح وأطياف المجتمع لبناء العلاقة الودودة للتواصل الهادف والبناء وجميعها من المقاصد الشرعية وخاصة اذا حصل هذا التواصل وخلافه. أرجو أن يتسع لي صدر المسؤولين بالرئاسة العامة لموضوع هذه الزاوية وتحقيق ما يفيد ويثري هذه العلاقة وتقوية دورها الهام بين شرائح المجتمع على الأقل من وجهة نظري والله اسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب الدعاء.