تواصلت يوم أمس الأول الخميس بمدينة الصخيرات المغربية أعمال المؤتمر الدولي الثامن لاتحاد المستثمرات العرب بمناقشة عدد من المحاور المدرجة في جدول الأعمال التي تتعلق بالفرص الجديدة للاستثمار. وفي الجلسة المسائية الثانية وجه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة كلمة الى المشاركين ألقاها نيابة عن سموه وكيل الرئيس العام لشؤون البيئة سمير جميل غازي. وأكد سموه في مستهل كلمته أن العمل العربي البيئي يشهد حركة غير مسبوقة من حيث المشاركة والحضور من خلال منتدى استثماري بيئي عالمي يعرف مشاركة ليس المسؤولين عن شؤون البيئة والاستثمار في الوطن العربي فحسب بل مختلف الجمعيات والمنظمات العربية والإقليمية والدولية الحكومية وغير الحكومية وممثلي المجتمع الأهلي، مما يؤكد أن العمل البيئي أو الاستثمار في مجال البيئة ليس مقصورا على الأجهزة البيئية الحكومية المتخصصة. وأضاف سموه انه في ظل عالم أصبح كالقرية فانه من الضروري التعاون من أجل مواجهة التحديات الكبرى ومحاولة التغلب عليها مع الأخذ بعين الاعتبار هدفا وحيدا يتجلى في حماية البيئة وتحقيق تنمية مستدامة تضمن للأجيال القادمة مستقبلا واعدا وعيشا رغيدا. ونوه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بانجازات اتحاد المستثمرات العرب من خلال انجازات بيئية تتكامل مع الجهود العربية الحكومية، مفيداً سموه أن الإتحاد أولى منذ تأسيسه اهتماما بالغا ببرامج حماية البيئة في الوطن العربي حيث نظم العديد من التظاهرات والبرامج التوعوية التي شملت فئات المجتمع العربي وتخصصات العمل مما جعله يحظى بالثقة الكبيرة وبخاصة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة التي قررت في إطار تعزيز التعاون مع الإتحاد إقرار جائزة الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز التي تعنى بالبيئة والتنمية البشرية وبتطبيق نظام الجودة الشاملة الذي يعتمد نظام الادارة البيئية المتكاملة في قطاعات السياحة والصحة وما لها من مردود اقتصادي واجتماعي يسهم في تحقيق تنمية شاملة مستدامة. وقال سموه إن الجائزة تعد بلورة حقيقية لتعاون مؤسسات المجتمع الأهلي مع الحكومات والقطاع الخاص لتحقيق تنمية مستدامة قائمة على ركيزتين أساسيتين هما الاهتمام بالجودة الشاملة والتنمية البشرية إيمانا بأهمية الحفاظ على الثروة البشرية العربية وتدريبها لمواكبة تحديات التنافسية في تقديم خدمة افضل ورعاية آمنة. ودعا سموه الى إيجاد بدائل لهذا النوع من الاقتصاد والعمل لتهيئة الفرصة للانتقال الى بناء اقتصاد قابل للاستدامة يأخذ قضية تدهور الموارد على محمل الجد بدءا من الاهتمام بترشيد استخدام الموارد الطبيعية مرورا بترشيد استخدام المياه والطاقة وانتهاء بقضايا الاستهلاك المستدام. وشدد سموه على أهمية تطبيق مبادئ الاقتصاد الأخضر والتدابير التي تشمل الاستخدام الواسع للتقنيات البيئية الحديثة في كثير من المجالات منها النقل وانتاج الطاقة وتقنيات الطاقات المتجددة واستخلاص وتخزين ثاني اكسيد الكربون ومبادئ الانتاج الأنظف والعمارة الخضراء. وقال سمو الأمير تركي بن ناصر إن واقع العالم العربي اليوم يشهد طفرة تنموية متسارعة الخطى في جميع أوجه التنمية وحتى يتأتى ان يطلق عليه اسم تنمية مستدامة يجب العمل على توخي الاتزان بين أركانها الثلاثة وهي التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة ومن أجل تحقيق هذا الهدف تكاثفت الجهود بين المسؤولين والقائمين على الشؤون الاجتماعية والاقتصادية وشؤون البيئة من جهة وبين القطاع العام والقطاع الخاص ورجال وسيدات الأعمال من المستثمرين والمستثمرات من جهة اخرى. وفي ختام كلمته رحب سموه بالشراكة مع مختلف القطاعات المجتمعية العربية لمستقبل أفضل لهذه الأمة من المحيط الى الخليج.