أكد مدير عام الصحة الوقائية والمنسق الوطني لبرنامج المدن الصحية بالمملكة الأستاذ فلاح بن فهد المزروع أن أهم المشاكل التي تواجهها المدن الصحية هي الأمراض المزمنة غير المعدية التي تقلل من كفاءة الحياة. حيث أن مضاعفاتها تتفاقم مع مرور الوقت بدون أعراض أحيانا، كما أن ظهور الأعراض يحدث تطور للمرض ويستمر فترة مسببًا إضعافًا للصحة ومن ثم الوفاة. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في ندوة خفض معدلات الأمراض المزمنة غير المعدية بالمدن الصحية بحضور كل من الخبير العالمي لكرسي أبحاث الوبائيات بالولايات المتحدة البروفسور هارتون آرمنيان والدكتور عبدالعزيز بن سعيد رئيس قسم طب العائلة والمجتمع بكلية الطب بجامعة الملك سعود والمشرف على كرسي أبحاث الوبائيات والصحة العامة والبيئة في الجامعة ومنسقي المدن الصحية ومسؤلي الرعاية الصحية الأولية بالمدن الصحية. وأضاف: ينظر عالميا للأمراض غير المعدية بأنها سبب رئيسي للوفاة ، وقد أوضح تقرير منظمة الصحة العالمية أن الأمراض الغير المعدية مسئولة عن 60 % من الوفيات و47 % من الأعباء الاجتماعية والاقتصادية التي تسببها الأمراض عالميًا. وأوضح المزروع بأن الأمراض المزمنة غير المعدية سببها الأساسي سلوكياتنا الخاطئة المتمثلة في التدخين، وتناول الطعام المشبع بالدهون بالاضافة إلى عدم ممارسة الرياضة وغيرها من الممارسات غير الصحية التي نجم عنها انتشار العديد من الامراض كارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، والسمنة، وأمراض القلب التي تحدث انسداداً في الشرايين وأمراض السرطان. كما لا ننسى العوامل الوراثية والظروف البيئة التي تدخل في مسببات الاصابة بهذه الأمراض. وأشار: للحد من الأمراض غير المعدية, لابد من خلق جيل جديد ذي وعي صحي مع العمل على إصلاح السلوكيات الخاطئة , مثل سوء التغذية والتدخين وعدم ممارسة الرياضة. كذلك أصبح من الأهمية العمل مع الجهات الأكاديمية والبحثية في مجال التشخيص ووضع الحلول لتخفيض معدلات المراضة للأمراض غير المعدية والمتمثلة في الشراكة مع كرسي أبحاث الوبائيات والصحة العامة والبيئة بجامعة الملك سعود والتي سوف تكون من المدعمات الأساسية لإنجاح البرامج الوقائية فى المملكة عامة والمدن الصحية خاصة. من جهته أكد وكيل الوزارة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد بن أحمد ميمش أن وزارة الصحة ممثلة بالوكالة المساعدة للطب الوقائي وضعت نصب عينيها العديد من الأهداف للحد من مشكلات الأمراض المزمة غير المعدية، وهذه الأهداف تشتمل على: الوقاية الأولية وتهدف إلى منع ظهور المرض بين الأصحاء، الوقاية الثانوية وتهدف إلى تحجيم المرض بين المصابين، الوقاية الثلاثية وتهدف إلى تقليل الإعاقة الناتجة عن المسار المزمن للمرض. وأضاف أما ما يقدمه الطب الوقائي من رعاية صحية فهو على ثلاث مستويات هي: الرعاية الصحية الأولية: وهي أول مستويات الاحتكاك بالخدمات الصحية من قبل أفراد المجتمع, ويعتبر هذا النوع من الخدمات الصحية الأساسية التي يقوم عليها هرم الخدمات الصحية ويمكن على هذا المستوي حل العديد من المشكلات الصحية في مهدها، والرعاية الصحية الثانية: وتمثل هذا النوع أول مستويات الرعاية الصحية المتخصصة وأول مستويات الرعاية الطبية الأولية، والرعاية الثلاثية: وتمثل هرم الخدمات الصحية فائقة التخصص. في الختام دعا ميمش المسؤولين في القطاع الصحي إلى ضرورة إلى النظر بعمق إلى بناء النظام الصحي على أسس سليمة يتوازن فيها تقديم الخدمة الصحية بمستوياتها المختلفة بما يمكن من تحقيق وضع صحي متميز يقاس بالمؤشرات الصحية العلمية المعروفة وأهم مفاتيح النجاح بعد توفيق الله هو التخطيط السليم والتقويم السليم والمشاركة الفاعلة والهادفة بين مقدم الخدمة الصحية والمستفيد منها.