بين أعوام 1985 ، 1994 ، 2006، وأيضاً 2009م فارق كبير عند زيارتي لليابان، أتذكر وأنا على مقاعد الدراسة في جامعة بتسبرج أن اقترح عليّ مشرفي الأكاديمي الاستاذ الدكتور روبرت كوكس بالقيام برحلة ضرورية لليابان، وتحديداً طوكيو العاصمة، وذلك لحضور مؤتمر عن تكنولوجيا التعليم، واكتساب خبرة وتجربة عن مشاهدة (اكسبو 85) التي تمت في هذا العام، وقد كان بالفعل بأن رتبت رحلة ممتعة في جزء من اجازة الصيف، لحرصي على الدراسة في فصل الصيف لاكتساب الوقت. شملت الرحلة اليابان، وكوريا الجنوبية، والفلبين، وتايوان، وهونج كونج، باضافة هاواي الأمريكية، لقد كانت رحلة علمية وترفيهية ذات طابع خاص، أعددت من خلالها برنامجين دراسيين شملت حقيبتين علميتين في تكنولوجيا التعليم عن مقرر (التصوير الفوتوغرافي المتعدد الأغراض) وقد حققت الهدف بالفعل والفضل يعود بعد الله سبحانه وتعالى للمربي الكبير الدكتور كوكس. في عام 2006م عدت لليابان، ومن طوكيو الى يوكوهاما وجامعتها التي جمعتني بزميلة الدراسة الدكتورة Micho أحد أعلام التجارة اليابانية والدراسات البحثية، كانت من أكبر الفرص بأن أنال وورد قيمة في الارشاد والدراسات النفسية، وكنت احسب للخروج بأشياء جديدة، ومعلومات قيمة أضفت على كتابي (العنف في عالم متغير) الشيء الكثير، الزميلة الدكتورة (ميكو) لها خمسة مؤلفات في مجال التكنولوجيا واكدت بأن نعمل سويا على الترجمة الى العربية والانجليزية لبعض ما يهم العالم الراقي. وأنا في يوكوهاما تذكرت عولمة الأسواق ونمو التجارة العالمية منذ زيارتي الثانية في 1994م مما ادى الى خلق فرص مثيرة وجيدة وجديدة ضمن تحديات لا تزال في آفاق كل ياباني، لقد كانت اللغة عائقاً، ربما ثقافياً، الآن في 2009م وغداً 2010م سوف تجد اليابانيين شيئاً مختلفاً تماماً، انهم يهتمون أكثر بالانجليزية لانها لغة العالم المعاصر، ولغة الغد كما أشارت Micho، الا أن المضمون التاريخي والثقافي الذي يعمل من خلاله الجميع عادة ما يتعرض لسوء فهم من بعض الأجانب، ان المعلومات وحيازتها عن البلد الذي تزوره يجب أن تبدأ قبل الزيارة أو اللحاق بالحدث لأن الاقتصاد وهو الأهم لدى اليابانيين. في هذه الزيارة وأنا أشارك بمؤتمر عن الاتصال والتكنولوجيا والذي نظمته جامعة طوكيو عبر منظمة آسيا للتكنولوجيا، كانت ورقتي بعنوان (Technolgy Learning and opportunities in the search for the developmant of Mind in an internatianal development context) ان أهمية الفرص التعليمية عبر التعليم التكنولوجي تحتاج الى البحث من جهة، والتطوير الذهني من جهة أخرى للوصول الى مناخ علمي مميز، وهو ما دار حول الاتصال وأسباب التكنولوجيا المسيطرة على عالم اليوم فتعداد السكان في اليابان زاد ونما عن 1994م، 2006م حتى أصبح فوق 137 مليوناً والعاصمة طوكيو وحدها يصل تعدادها الى ما يقرب من 17 مليوناً ان الكثافة تقترب الى 370 شخصاً في كل كيلو متر مربع، رغم أن نسبة التعليم تصل ما بين 99% الى مائة بالمائة والجامعات الى ما بين 534 678 ورغم ان شركة سوني هي المتصدرة في عالم الانتاج والجودة العالية إلا أن معظم الشركات تعاني من نسبة كبيرة في الهبوط والانحدار نحو البطالة. لقد كان لي أن أعيش فترات بين أربع جزر كبرى هي هونشيو، وهوكايدو، وكيوشو، وشيكوكو، في أجمل مدنها التي تكون أكثر من ثلاثة آلاف جزيرة تمتد من الشمال الشرقي الى الجنوب الغربي وعلى مسيرة الطقس لأربعة فصول تبدأ من الشمال حيث الثلوج، والزلازل، والبراكين، لقد صنع اليابانيون شبكات للاتصال، وشبكات تربط المدن والقرى بعيدا عن الاحداث الا القليل، وهنا في اللقاءات العلمية تذوب بين المحاضرات وورش العمل لأن الصمت يغلب على النوم، بمقياس ان العمل هو الحياة، وهذا ما جعل الابحاث العلمية تترجم ما يدور تطبيقياً يشاركنا فيه المئات من مختلف أنحاء العالم، صحيح ان الغلاء عالمي، الا انك عندما تقتني شيئاً من الصناعات وأنت في اليابان لا تدقق لانك أمام جودة عالية، ومواصفات تكنولوجية رفيعة، ومبتكرات جديدة لم تصل الى أسواقنا، وحتى لو وصلت لن تكون الا حسب مواصفات تجارنا ومن في حكمهم حتى لو تمكنت من زيارة ديزني طوكيو تجد الاختلاف بين الطريقة والجودة والامكانات التي قد تمتعك كثيراً.