الثقافة في نظر رائد مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل شاملة الأبعاد وافية الجوانب والفنون ومما يفخر به سمو الأمير خالد دوماً ..ما يتحقق على أرض الحرمين الشريفين من حراك فكري ثقافي جامعي وعلمي وأدبي في تأكيد أن الأمة السعودية تعاصر كل العصور الثقافية والعلمية وما هذا الادارك السريع الذي حققته المملكة باهتمام القيادة الرشيدة لخلق روح أمة ترتقي إلى الثقافة العالمية وبتطلع يواكب العالم الأول ويعد هذا تأكيداً لمولد ثقافة الأمتين العربية والاسلامية منذ بدء مسيرة الفتوحات الإسلامية التي حملت إلى العالمين العربي والاسلامي أصالة وعراقة الدين الاسلامي الذي يدعو إلى شرع الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإلى التطور والأخذ بتلابيب العلوم والعلم والثقافة في شتى الميادين وقد حقق أسلافنا انجازات علمية غاية في التقدم الفكري والعلمي والثقافي. وفي استقراء هذه السطور علينا أن نتدبر ونتمعن إلى قول الله عز وجل لنبينا وحبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) الآية الأولى من سورة العلق ، وقد جعل ربنا جل وعلا لنا في هذه الآية الكريمة حكمة عظيمة تبقى إلى يوم الدين وهي (القراءة) فما أعظم معاني هذه الآية لقراءة القرآن الكريم أولاً ثم يبقى على الفرد منا أن يعي أهمية القراءة التي أدركها العلماء العرب منذ (1400 عام) من البعثة المحمدية وهذه توجب علينا أن نبادر في غرس أهمية القراءة في النشأة نظراً لأن تعزيز مفهوم القراءة للجميع يؤسس قاعدة مثقفة نبدو من خلالها أننا أمة حققت العلو في ثقافتها بمعرفتنا لقدر القراءة في كل بحور الثقافة والفنون المباحة التي تنقل آفاق فكرنا إلى معيار التثقف والقراءة بخطى متواصلة ومتطلعة إلى كل ما هو جديد في عالم النشر والطباعة العالمية ... وقد جاءت أهمية عقد مؤتمر للنشر برعاية من خادم الحرمين الشريفين على المستوى العربي والعالمي تأكيداً لمنوال ان القراءة هي عصب الثقافة والفكر الوقاد المتناغم بتفاعل مع جميع الفنون العصرية ..وبتمحيص معطيات ثقافتنا السعودية المقبلة على نماء وازدهار فإننا يجب علينا أن ننظر نحو الآفاق التي يتطلع إليها كل سعودي مثقف لتعزيز نظرية الأمير خالد الفيصل (ثقافتنا قراءة كتاب تلو كتاب ..نحصد الفنون والآداب) أن نكون أمة تسير بقوة نحو ثقافة سعودية تقف الآن على أرض العالم الأول والمتجسد في رحاب جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تزخر بعلماء ومتخصصين في أرقى علوم الأرض والفضاء والطب والطاقة وانتاج المياه والعلوم الفلكية والبشرية والطبية والعلوم المتخصصة الدقيقة التي لا توجد إلا في جامعات تعد الأولى والأرقى في العالم. إن التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية منطلق مراهن عليه وهو أن الثقافة السعودية العصرية أخذت في الازدهار بمستوى شديد الملاحظة لدى نخبة من المفكرين والمثقفين والعلماء المعاصرين الذين أتيحت لهم الفرص بالالتقاء مع نظرائهم من المفكرين والمثقفين والعلماء السعوديين في مختلف الميادين فكان الحراك الثقافي والفكري السعودي ينبىء عن تطور ملموس مفاده أن معاصرة وتمازج الثقافة والفكر السعودي الواعي المتنامي فكريا وثقافيا وعلميا بأن هناك منطلقات أسس عليها وهي قاعدة النهضة الشاملة التي حققتها المملكة وبصفة خاصة وواضحة تلك النهضة في التوسع في التعليم الجامعي في كل أرجاء المملكة فكانت الانطلاقة منذ إنشاء جامعة أم القرى في (بلد الله الحرام مكةالمكرمة) وانطلقت البداية عام 1369 ه ، حينما تأسست كلية الشريعة كأول صرح في التعليم العالي وهذه الجامعة التي يشع منها العلم ومن جوار بيت الله الحرام مهبط الوحي حققت مراتب متقدمة بين الجامعات الاسلامية والعالمية والعربية وقد احتضنت أهم الملتقيات والندوات والمؤتمرات والأبحاث العلمية والأكاديمية وشارك لفيف كبير من المفكرين والعلماء والأكاديميين من العالم الاسلامي والعربي ..وقد شارك مركز خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في العديد من الأبحاث العلمية والتجارب الفنية التي أسهمت وبفعالية في انجاح مواسم الحج في السنوات الماضية.