لقد تقدم العلم كثيراً في جميع الجوانب العلمية والتقنية ، وخاصة في مجال أنظمة حفظ المعلومات الشخصية إليكترونيا ، فلماذا لا نجير هذه العلوم وهذه التقنيات الإليكترونية في خدمة الحجاج والمواطنين على حد سواء ، ففي المملكة بدأنا في تطبيق نظام البصمة ، وهو نظام جد فاعل ، سيحد كثيراً من عملية المخالفين والمتخلفين أو المقيمين غير النظاميين ، أو غير ذلك .. فهو نظام أمني متكامل يعمل من أجل حماية البلاد والعباد .. ونحن كجهات رسمية مسؤولة عن الحجاج (وزارة حج/ أو مؤسسات طوافة / أو مجموعات خدمة ميدانية نواجه في بعض الأحيان مشكلة عدم التعرف على الحجاج التائهين أو المتوفين أو من يتعرضون لحوادث تعيق التعرف على شخصية الحاج ، حيث يطلب من مؤسسات الطوافة التعرف على هؤلاء الحجاج ، لمساعدتهم في العودة إلى مساكنهم أو للتعرف على المتوفين منهم ، ففي كثير من الأحيان لا يمكن التعرف عليهم ، لتعرض الحاج (كما ذكرنا) لحادث مروري أو غير ذلك من الحوادث المماثلة ، التي ينتج عنها عدم معرفة ملامح الحاج أو حتى المواطن ، خاصة عندما لا يحمل الحاج أو المواطن لأي إثبات هوية ، أو بطاقة تعريف تدل عليه!!. مثل بطاقة عنوان المسكن أو الخيمة أو مجموعة الخدمة التي ينتمي إليها ، وذلك لعدم حمل الحاج لمثل هذه الضروريات التي تفيد كثيراً في مواقف متعددة. فكثير من الحجاج يرفضون وضع الأساور في معاصمهم ، وكذلك يخلعون البطاقات المثبتة على ملابسهم أو حول أعناقهم ، الدالة عليهم ، لأنهم يعتبرونها (محيطا) وأن المحيط يفسد حجهم!!. مما ينعكس ذلك مشاكل عديدة على مجموعات الخدمة الميدانية بل وعلى بعثات الحج الرسمية!!. ففي كثير من الأحيان لا يمكن التعرف على الحاج المتوفى والذي لا يحمل أية إثباتات للهوية ، بواسطة الصورة الشمسية الموجودة في جواز سفره. ولقد شاهدت فيلماً وثائقياً عن زرع شريحة متناهية الحجم تحت جلد بعض الأشخاص (في مشروع تجريبي) للتعرف على هويتهم بواسطة قارئ لهذه الشريحة، حيث كان حجم هذه الشريحة متناهيا في الصغر، بل هي أصغر من حجم حبة أرز، أي أقل من مليمترين تقريباً. علماً أن هذه الشريحة تحمل جميع المعلومات عن الشخص، (اسمه / تاريخ ميلاده / رقم هويته / عنوان سكنه / فصيلة الدم التي يحملها/ الأمراض التي يعاني منها .. الخ) .. فما أن يمر هذا الشخص من بوابات أمنية معينة ، أو يمرر على ذراعه الجهاز القارئ للمعلومات ، حتى تظهر المعلومات الشخصية الخاصة به كاملة. فلو أننا درسنا هذا الموضوع من زاوية خدمة الحجاج ، بجميع شرائحهم ، من كبار السن ومرضى وأصحاء ، وممن يتوفون في الحوادث لا قدر الله ، ودراسته من زاوية ضمان عدم ضياع أمتعة الحجاج .. فإنني أقترح أن يحمل الحاج (مبدئياً) شريحة توضع في أسورة غير قابلة للقص أو الإزالة من معصمه ، تحمل جميع المعلومات الشخصية الخاصة بالحاج ، (اسمه/ جنسيته/ عنوان مسكنه في مكة والمدينة/ عنوانه في بلده/ رقم خيمته في المشاعر المقدسة/ فصيلة دمه/ المؤسسة ومجموعة الخدمة التابع لها/ أرقام الحافلات التي تقله بين مدن الحج وبين المشاعر/ حجوزات سفره/ مواعيد تنقلاته/ صورة للحاج مطابقة للصورة الموجودة على جواز سفره/ معلومات كاملة عن حالته الصحية/ أهم أقاربه ومعارفه في بلده ..الخ) .. كما توضع بطاقة أو بطاقات مماثلة في حقائب وأمتعة الحاج ، وكذلك في حافظة نقوده .. فلو قدر لهذا الحاج أن يتوه أو يتوفى أو يفقد أمتعته في الحافلات أو في المطار أو غير ذلك ، فإنه بالإمكان العثور على الحاج والتعرف عليه وعلى أمتعته من خلال هذه الشرائح الإليكترونية. والتي يمكننا مستقبلاً أن نطورها ونجعلها مراقبة بالأقمار الصناعية ، التي ستقودنا للتعرف على الحجاج التائهين عن مساكنهم ويبتعدون عن مقار سكناهم لعدة كيلومترات ، وهم لا يدرون أنهم يسيرون في طريق غير صحيح ، كما يمكن مراقبة الحجاج المخالفين لتفويج جسر الجمرات ، فإذا ما عكس الحاج أو مجموعة من الحجاج اتجاه السير ، فإن الأقمار الصناعية تقوم بتنبيه المسؤولين بأن خطأ ما قد حدث، فيمكن متابعتهم وتصحيح الخطأ قبل وقوع مشكلة لا قدر الله. ومستقبلاً ، وباستخدام تقنية متطورة ، لو افترضنا أن حاجاً فقد محفظته أو أمتعته ، فإن الشريحة المزروعة في هذه الأمتعة يمكنها أن تدل على مكانها ، مما يسهل على الجهات الأمنية تتبعها. ولو أن حاجا دخل في غيبوبة لا قدر الله ، فإن الشريحة ستعطي الأطباء والمسعفين معلومات كافية عن حالة الحاج المرضية ، وعن الأدوية التي يتناولها ، فيمكنهم معالجته وإسعافه حسب المعطيات التي لديهم. أي أن هذه الشريحة ستحمل جميع المعلومات التي يمكن أن تساعد المسؤولين والمسعفين والمطوفين في الحصول على المعلومات المطلوبة. فأرجو من الجهات المسؤولة دراسة هذا المقترح الذي سيساعد الحجاج كثيراً ، كما سيساعد المسئولين في وزارة الحج وغيرها من الجهات الرسمية الأخرى ، من متابعة أحوال الحجاج في حالات الأزمات أو الضياع أو الوفاة أو غيرها.... فلنستخدم ما أنعم الله به علينا من نعمة العلم المتطور .. في خدمة الحاج .. وياأمان الخائفين.