في خطوة تاريخية وقعت كل من تركيا وأرمينيا على اتفاقية سلام تضع حداً لعداء استمر بين البلدين أكثر من مئة عام. بسبب المواجهات المسلحة بين الدولة العثمانية والأرمن. الذين تتهمهم انقرة بالوقوف إلى جانب اعدائها أبان الحرب العالمية الثانية. رحبت الأوساط السياسية الدولية بتوقيع تركيا وأرمينيا على معاهدة تضع حداً لعداء استمر أكثر من مئة عام. وكان دافعه اتهام الاتراك للأرمن المقيمين على الأراضي التركية بالانحياز إلى أعداء تركيا خلال الحرب العالمية الثانية ، بينما ينفي الأرمن هذه التهمة ويدعون ان الدولة العثمانية شنت حرب أبادة على الأرمن. الا أن كل الدلائل اشارت إلى ان الأرمن فعلاً تحالفوا مع اليونان ومع دول غربية للعمل على تقسيم تركيا بين الدول الكبرى التي شاركت في الحرب العالمية الأولى لكن للحقيقة لم يكن كل الأرمن الاتراك راضين عن شن الحرب على الدولة العثمانية بهدف تمزيقها ، بل عملت الدول الكبرى بعد أن كسبت الحرب إلى السيطرة على الدول العربية والإسلامية التي كانت تحت الحكم العثماني لأكثر من أربعمائة عام. ووسط هذه الاحداث التي كادت تعصف بتركيا تحرك قائد شاب من منطقة الأناضول هو محمد كمال ، المعروف (بأتاتورك) أي أبو الاتراك تحرك بقوات نحو أنقرة لينقذ بلاده من التقسيم بين الدول الكبرى التي كسبت نهاية الحرب العالمية الثانية. واستطاع ان يسيطر على العاصمة انقرة وعلى الريف التركي الذي انضم سكانه إلى قواته .. واعلن ان تركيا ليس لها مطامع في بلدان غيرها ، كما أعلن الغاء الامبراطورية العثمانية بعد أن تمكن من إحكام سيطرته على أنحاء تركيا ، وفي عام 1924 اعلن النظام الجمهوري ليضع نهاية لدولة تكالب عليها الاعداء الذين اعلنوا عداوتهم للإسلام والمسلمين وهي العداوة المستمرة إلى اليوم.