بحضور الشيخ احمد زكي يماني وعدد كبير من رجال العلم والثقافة والأدب وطلاب العلم الذين امتلأ بهم مجلس العلم لفضيلة الشيخ السيد عبدالله فدعق الذي استضاف في مجلسه العالم الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس جمعية مصر للثقافة والحوار وقد بدأت الجلسة بآيات من الذكر الحكيم تلاها السيد هاشم باروم بعدها رحب فدعق بضيفه الذي تلا من خلال كلمته نبذة من سيرة الدكتور العوا وقال ان حياة الدكتور العوا منذ شبابه مليئة بالعطاء والنشاط في خدمة الإسلام والمسلمين فهو حاصل على دكتوراه الفلسفة في القانون المقارن من جامعة لندن عام 72ه . وتولى العوا العديد من المناصب من أهمها عضو الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي ومستشار مكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض وعضو المجلس التنفيذي للمعهد العالمي للاقتصاد والبنوك الاسلامية وعضو مجلس أمناء جامعة الخليج العربي ضمن ثلاثة من الشخصيات العربية ذات الوزن الدولي في مجال التعليم العالي لقانون الجامعة وعضو المجموعة القانونية الاستشارية لبنك فيصل كما تطرق السيد فدعق إلى مؤلفات الدكتور العوا ومن أهمها النظام السياسي للدولة الاسلامية ، أصول النظام ، طريق التجديد ،الإسلاميون والمرأة ،النظام السياسي في الإسلام ، وغيرها كما حصل الدكتور على عدة جوائز علمية ودعوية وخيرية. بعدها ألقى العوا محاضرة تركزت على ثلاثة محاور الأول حول تجدد الفقه الإسلامي بما يناسب العصر فالإسلام صالح لكل زمان ومكان مشيداً بعلماء الإسلام القدماء والمعاصرين برغم ما واجهوه من نقد من الكثيرين مؤكداً أننا بعد البحث والتمحيص وجدنا أن هؤلاء العلماء كانوا على صواب فالعلماء المنشغلون بالتجديد يشار اليهم بالبنان. هؤلاء العلماء الاخيار احدثوا فينا رغبة في التعرف على آرائهم والمسائل التي يقول شيوخنا أنهم انفردوا بها فوجدنا ان هؤلاء العلماء الذين يسيرون على الجادة وهم الذين يقومون بالعمل الذي يؤدي إلى صلاح الأمة وهم الذين يبتغون بعلمهم وعملهم رضاء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بغض النظر عن إرضاء الناس أو سخطهم ويحتسبون عنده ما يصيبهم في هذه الدنيا وكان العجيب في الأمر أن معظم هؤلاء العلماء ماتوا فقراء لا يملكون من حطام الدنيا ولم ينالوا منها شيئاً ولم تنل منهم شيئاً عاشوا مستورين وموقرين ومحترمين وماتوا على ذلك وتبين عند موتهم أنهم لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً لقد فكرت في موضوع التجديد منذ نعومة أظفاري ثم اكتشفت في وقت مبكر إن هؤلاء المجددين العظماء في تاريخ الأمة المعاصرة العلماء الذين رأيناهم وسمعناهم وتتبعنا خطاهم وسافرنا وراءهم من بلد إلى بلد في أحيان كثيرة لم يعن أحد أن يجمع ما صنعوه من تجديد في مجال الفقه الإسلامي ولا يعرف كثير من طلاب العلم كثيراً من المسائل التي تحيرهم أن لهؤلاء العلماء لهم فيها رأي على فقه صحيح وفهم مستقيم واستعمالاً للأدلة سليم وان هذه الآراء مدفونة اما في بطون المذكرات الدراسية أو الكتب التي لم تنشر نشراً وافياً أو في محاضرات قليلة وسمعها بعض الناس ولم يسمعها البعض ففكرت ان اصنع مرصداً لخمسين سنة فقط من التجديد الفقهي والعلمي الاسلامي فبدأت اجمع المسائل فتكاثرت عليه تكاثراً هائلاً فانتقيت منها نحواً من ستين مسألة ووضعتها في كتابي الذي ذكره السيد عبدالله فدعق الفقه الاسلامي في تاريخ التجديد ورأيت أن طريق تجديدي محفوف بالمخاطر لأننا في زمن ولج فيه في هذا السبيل كل مؤهل وغير مؤهل ونحن في وقت أشبه ما يكون فيه وقت أسلافنا عندما افتوا بقفل باب الاجتهاد وعندما سئلوا لماذا تفتون بهذا قالوا ولج سبيله من لم يتأهل له وهذا كان في اوائل القرن الرابع الهجري فما بالنا ونحن في وقتنا هذا وقد مضى علينا أكثر 1400 عام حيث من تعلم ايتين من القرآن أو حديثين من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح يفتي وكذلك من استمع إلى درس من الاذاعة اصبح يفتي ويقول سمعت من الشيخ كذا وكذا وإذا ما راجعته قال سمعت الشيخ يقول هكذا ويتحمل وزر الفتوى ويعمل الناس بقوله وطبعا العلل الأخرى المتعلقة بهؤلاء الاخوان من الشباب الصالحين أنهم ظنوا أنهم قادرون أن يغيروا بقوة وأنهم قادرون بتغييرها بحملهم السلاح على أهلهم وإخوانهم وأوطانهم واستعملوا ذلك سنين عددا بلغت 30 سنة ثم انتهى بهم المطاف أنهم اكتشفوا أن هذا الطريق لا يؤدي إلى خير ولم يشغلني فيهم أنهم استباحوا أنفسا وأموالا واعراضا ودور عبادة وسفكوا دماء كثيرة بغير وجه حق وان ما شغلني فيهم أنهم أتوا بهذا كله عن عدم علم بالفقه الإسلامي بل على احتقار لأهله المشتغلين به وعن استمراء بأن يدعوا لأنفسهم مرتبة المجتهدين والمحققين ومرتبة الذين يستطيعون ان يفتوا لإخوانهم وزملائهم فتأتي الفتاوى بهذا الفساد العظيم. وهناك علماء جمدوا على ما عندهم لا يبينون فيه حرفاً واحدا , وإذا سألتهم في مسالة علمية قالوا قال : الشيخ فلان والعلامة فلان وجاء في كتاب كذا وفي كتاب كذا وهولاء العلماء يقولون لك اسألني ولا تسألني لماذا ؟ قل كيف ؟ ولا تقل لي لماذا ؟ قل لي كيف افعل في هذه المسألة ولا تقل لي من أين قلت ؟ وينسبون في الكلام هذا إلى الإمام مالك رحمة الله عليه ويمضي د. العوا في محاضرته حول التجديد ويتطرق في المحور الثاني من المحاضرة إلى الذين يتسلمون أعلى المناصب الدينية الإفتائية وهم اجهل الناس بأصول الإفتاء وأصول النظر في الأدلة الشرعية التي يبنوا عليها قول الشيخ افعل ولا تفعل وفي المحور الثالث تطرق د. العوا إلى حقوق المرأة في الإسلام وما لها وما عليها من واجبات مؤكداً ان ليس هناك شاهدتان كما يراه الآخرون ولكن شاهدة ومذكرة فان نسيت إحداهما تقوم الأخرى بتذكيرها فالمرأة إذا نسيت وذكرتها الأخرى وذلك تشريفا وتكريما لها من الله بسبب انشغالها بأمور الأولاد والبيت وخلافه بعكس الرجل فانه اذا نسي ردت شهادته ولم تقبل بعدها فتح فدعق باب المداخلات والاسئلة فكانت اول مداخلة من الشيخ احمد زكي يماني حول بعض المسائل الفقهية المعاصرة ثم الدكتور الحبشي وبعده الشريف وكذلك العديد من الأسئلة التي أجاب عليها ثم ختمت الندوة كالعادة بقصيدة مدح في النبي محمد صلى الله عليه وسلم شدى بها المنشد السيد هاشم باروم.