أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن ما يحيط بالعراق والمنطقة والعالم من متغيرات وأحداث ومستجدات.. يتطلب من الجميع مضاعفة الجهد وتقدير الأمور بكل تجرد وحيادية.. والعمل بكل جدية ومصداقية.. لنصل إلى تشخيص المشكلات ، واتخاذ ما يسهم في معالجتها من قرارات صائبة. جاء ذلك في كلمة سموه في الجلسة الأولى لأعمال الاجتماع السادس لوزراء داخلية دول جوار العراق أمس بمدينة شرم الشيخ وفيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أصحاب المعالي وزراء الداخلية في دول الجوار للعراق الشقيق معالي وزير الداخلية في جمهورية مصر العربية أصحاب المعالي والسعادة أيها الاخوة الحضور : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يسرني أن ألتقي بكم في هذا الاجتماع السادس لوزراء داخلية الجوار للعراق.. كما يسرني أن أتوجه باسمي وباسمكم جميعاً بخالص الشكر ووافر التقدير والامتنان لفخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة لاستضافة هذا الاجتماع والمشاركين فيه في إطار دور جمهورية مصر العربية في خدمة القضايا العربية.. والشكر موصول لمعالي الأخ حبيب العادلي وزير داخلية جمهورية مصر العربية على جهوده الملموسة في سبيل نجاح هذا الاجتماع وبلوغ أهدافه بإذن الله تعالى. أيها الأخوة : إننا مع كل اجتماع ينعقد بشأن العراق وأوضاعه ، نتطلع بأمل وتفاؤل في أن نرى العراق وقد تجاوز محنته.. واستعاد عافيته.. واجتمع شمل أبنائه على وحدته ، وسلامة أراضيه ، ومقدراته.. ونأمل في أن يكون في ما نعقده من اجتماعات ، وما نتوصل إليه من قرارات ما يسهم في تحقيق هذه التطلعات السامية.. بفضل من الله ثم بصدق وجدية هذه الجهود.. وتجاوب أبناء العراق معها لما فيه صالحهم وصالح وطنهم ، وأمتهم ، والمنطقة والعالم أجمع. أيها الأخوة : ليس بالآمال وحدها تنجز الأعمال.. وليس بالأقوال تدرك الآمال.. وإنما بأفعال صادقة ومخلصة.. فما يحيط بالعراق والمنطقة والعالم من متغيرات وأحداث ومستجدات.. يتطلب من الجميع مضاعفة الجهد وتقدير الأمور بكل تجرد وحيادية.. والعمل بكل جدية ومصداقية.. لنصل إلى تشخيص المشكلات ، واتخاذ ما يسهم في معالجتها من قرارات صائبة. أيها الأخوة : إننا ونحن نجتمع بشأن أوضاع العراق وشؤونه.. نحاط بتوجيهات قادتنا.. وتطلعات شعوبنا في أن تسهم اجتماعاتنا في تحسين أوضاع العراق وأحوال شعبه.. وبما يشعر العراقيين أنفسهم أن إخوانهم في دول الجوار معهم في محنتهم.. يتألمون كما يتألمون.. ويتطلعون لما يتطلعون إليه من أمن ، واستقرار ، وازدهار للعراق وأبنائه.. وهذا أيها الأخوة ليس موقف للدعاية وإعلان حسن النوايا.. وإنما هو واجب ديني.. وأخلاقي.. وإنساني.. يستوجب منا مساعدة العراق وشعبه دون أن تكون هذه المساعدة ذريعة للتدخل في شؤونه.. إذ يجب ترك تقرير مصير العراق لأبنائه بكامل حريتهم واختيارهم لأنه من يجيز التدخل في شؤون العراق يعطي الذريعة للآخرين للتدخل في شؤونه. أيها الأخوة : إننا كعالم إسلامي وعربي أصبنا بمحنة من يسمون إرهابيين بينما التسمية الحقيقية الشرعية لهم هم الخوارج الذين يماثلون من خرجوا على الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي حاربهم وقاتلهم ، ولقد بلغنا عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال سيأتي زمان ترون أقواماً ألسنتهم كألسنتكم يقولون كما تقولون ولكنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. من هذا المنطلق يجب أن نقف مع العراق ضد هؤلاء المفسدين والقتلة والمسيئين للإسلام بالذات إساءة كبيرة أمام العالم. وهم في حقيقتهم إذا أحسنا القول انهم جهلة أو أنهم قوم يعملون ضد الإسلام وهم أعداء للأمة العربية والإسلامية ، وللأسف أن مثل هؤلاء ينتمون لجلدتنا إلا أنهم قوم مغرر بهم ، ولذلك يجب علينا أن نفكر ونوجد حلاً بما يمكن أن يسمى الأمن الفكري حتى نغسل هذه الأفكار من أذهان هؤلاء. ثم هناك أمر يجب أن نتفق عليه اتفاقاً كاملاً ، ألا يجد هؤلاء في أي دولة من دولنا مكانا للبقاء أو المرور. ويجب أن يكون هذا ما نتفق عليه ونطبقه عمليا. ولا يمكن أن يصل هؤلاء إلى العراق إلا عبر إحدى دولنا ، ويجب أن نتعاون لما فيه كف الأذى عن العراق وعن أوطاننا لأننا في المملكة العربية السعودية واجهنا الكثير والكثير جداً من هذا الاستهداف ، ولا يزال ذلك موجوداً وقد يكون من الغريب والمنافي للواقع أن يحاربوا دولة دستورها القرآن والسنة النبوية ودولة الإسلام حامية بيت الله ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم. ولكن الشيطان ابتلاهم وتغلب عليهم بهذا التوجه السيئ وللأسف أصبح هناك من هؤلاء الجهلة من يحمل مؤهلات عالية وعلمية وانساق في هذا الطريق موجها أو مساعدا أو ممولا. أعتقد أن من الأهمية بمكان أن نفعل تعاوننا وأن نحمي العراق بجدية وبصدق وألا تكون أراضينا ممراً أو مقراً لمن يعمل ضد العراق وكذلك نفعل هذا بالنسبة لكل بلداننا وتتم الاتصالات بيننا لنجد لهذا الأمر ما يبعد عن منطقتنا هذه الشرور. وللأسف ليس هناك منطقة مشتعلة أكثر مما نحن فيه الآن في بلدان دول جوار العراق. وختاماً أيها الأخوة : أرجو الله العلي القدير لجمعكم واجتماعكم وافر النصيب من النجاح والتوفيق.. وأن يكون في قراراتكم وتوصياتكم ما يسهم في تحقيق صالح العراق وأمنه واستقراره.. لأن عدم استقرار أوضاع هذا البلد الشقيق لا يقتصر خطره على العراق.. بل سوف ينال دول الجوار والمنطقة والعالم أجمع.. بحكم أهمية هذه المنطقة من العالم. وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وقد ألقيت خلال الجلسة عدد من الكلمات لرؤساء الوفود المشاركة أكدت أهمية استقرار أمن العراق ووحدته وتصريف شؤونه الداخلية من أبناء شعبه. إثر ذلك التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية وأعضاء الوفود المشاركة. ويضم الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز كلا من معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية الأستاذ هشام بن محيي الدين ناظر ومعالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم ومعالي مستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الجماز ومعالي مستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي ومدير عام مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات والبحوث اللواء سعود بن صالح الداوود ومدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الداخلية عواض الجعيد ومدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي المكلف بوزارة الداخلية الدكتور عبدالله بن فخري الأنصاري ومدير عام الشؤون القانونية بحرس الحدود العميد الدكتور حسين الزهراني وممثل الإنتربول السعودي العقيد سليمان بن راجي البادي. إلى ذلك شرف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفل الغداء الذي أقامه وزير الداخلية بجمهورية مصر العربية اللواء حبيب العادلي تكريماً لأصحاب السمو والمعالي وزراء داخلية ورؤساء وفود دول جوار العراق والوفود المرافقة لهم. حضر حفل الغداء صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن نايف بن عبدالعزيز وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو النائب الثاني.