بعد رحلة الفكر العربي التي قام بها الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس مؤسسة الفكر العربي نظمت المؤسسة بحضور سموه وبرعاية رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان مؤتمرا حول (حركة التأليف والنشر في الوطن العربي ..كتاب يصدر ..أمة تتقدم) لقد حلق بالآفاق هذا العنوان يحاكي جملة الثقافات العربية من المحيط إلى الخليج العربي ..كما يحلو لبعض إخواننا العرب في الجزء الشمالي لأفريقية وهذا ما كنت أسمعه عندما كنت مكلفاً بالعمل مندوبا لجريدة المدينة في أواخر الثمانينيات ميلادية وكنت أحضر بعضا من الملتقيات الأدبية بالمغرب وتونس فكان المثقف العربي بالمغرب العربي الكبير إذا استوقفته فاصلة السطور في كلمته الثقافية وفي ثناياها جملة الأدب العربي يردد بآهات من (المحيط إلى الخليج) وكأن الثقافة لا تتعدى العالم العربي وهي في الواقع تعدت إلى آفاق الدنيا كلها فالعلم والثقافة كالهواء ينتشر في الدنيا كلها يتنفسها من لديهم الارادة القوية والادارة العالمية لتكون أنفاس الأمم معبقة بالعلم والثقافة وقراءة الكتب في جميع الفنون ..المهم أن ثقافتنا العربية تشهد مرحلة تأخر شديد التأخر مما جعل المثقف أو الانسان العربي متخلفاً ثقافيا إذا ما قورن بالإنسان في العالم الأول الذي عرف بأنه عاشق متيم بالقراءة تجده في جل أوقات فراغه بين الحين والحين ينمي بالقراءة فكره ويغذي نفسه بالاطلاع على كل ما تنشره دور النشر العالمية..وبتفكير عميق لواقعنا من القراءة والاطلاع وأعتقد أن المفكرين بل ويؤكد الباحثون أن القراءة وحدها لا تكفي إذا لم تكن هناك عزيمتان قالها رائد ورئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز هما (الإرادة والإدارة) ..(الإرادة) القوية للرقي بالفكر والثقافة لنكون أمة تفكر بفكر مبدع لتألف كل ما يتعلق بقضايانا العربية التي تحتاج أولاً للإرادة ثم (الإدارة) التي هي أساس تطوير إرادتنا العربية التي تحتاج إلى ابداع في تنفيذ أطر العمل الإداري بآفاق تقنية وعلمية وعملية بحتة تضمن تحقيق النجاح للإرادة القوية التي يبذلها المفكر العربي وإن منطلق واهتمام المملكة بالثقافة يحقق تقدمنا للعالم الأول برؤية عصرية تقنية غنية بالعلماء والمفكرين السعوديين. إن المملكة العربية السعودية ومن منطلق أهميتها الثقافية العربية وطابعها الإسلامي ومكانتها العالمية عقدت وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرياض الأسبوع الماضي مؤتمر الناشرين العرب الأول تحت عنوان (مستقبل صناعة النشر في العالم العربي) وأكبر دليل على أن أمتنا السعودية قادمة نحو التقدم الفكري والتزود بالعلم بأرقى الجامعات فقد جاءت رعاية خادم الحرمين الشريفين وافتتاحه حفظه الله (لبيت الحكمة) وصرح العلوم والعلم جامعة الملك عبدالله التي أطلت على جامعات العالم كجامعة عالمية المنهج ترقى إلى العالم الأول المتطور ..ومن هذا المنطلق السامي الذي يرعاه الملك عبدالله ويرفع راية العلم بقوة والنور فلقد تبنى حفظه الله ، بأن تلبي هذه الجامعة طموحات وآمال شعبه السعودي الذي تفتحت أمامه أبواب العالم الأول بعلوم التقنية والتطور والأبحاث العلمية لنكون أرقى شعوب الأرض قاطبة وللوصول إلى المستوى المتقدم في شتى المجالات وبأسلوب متتابع ومتجدد نحو متابعة المستجدات العلمية والثقافية على المستوى العالمي والعربي ولقد جاء حضور نخبة من ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية والصديقة لافتتاح جامعة الملك عبدالله تعبيراً عن أهمية هذه الجامعة العصرية ، ثم عقب ذلك رعاية الملك عبدالله حفظه الله لمؤتمر الناشرين العرب بحضور أفواج الناشرين والمؤلفين والكتاب من العالم العربي والإسلامي والعالمي لأن أهمية المؤتمر تهم الأمة العربية بالخصوص نظراً لأهمية مستقبل صناعة النشر في العالم العربي الذي يحتاج إلى رؤية ثاقبة وتمحص دقيق لطرح قضية النشر والتأليف في العالم العربي ..ثم جاء حضور الأمير خالد الفيصل لافتتاح مؤتمر حول (حركة التأليف والنشر في الوطن العربي ..كتاب يصدر ..أمة تتقدم) الذي يعد مكملاً للمسيرة العربية التي تدفع المملكة العربية السعودية المثقفين والمؤلفين والناشرين وكل المهتمين بالثقافة والأدب والنشر العربي إلى الأمام بل أن المملكة ومن واجبها السامي نحو الإنسان تقدم كل ما ينفع الإنسان علميا وثقافيا وأدبيا فالفعاليات والحركة العلمية والثقافية بالمملكة تشهد سنويا انطلاقا من خلال عقدها أهم المهرجانات الثقافية على المستوى العالمي وأهمه على وجه الخصوص (مهرجان الجنادرية) الذي يحضره لفيف من المثقفين العرب ومن الدول الإسلامية والدول الصديقة في احتفاليات مبدعة تحاكي الحضارة الثقافية التي تشهدها المملكة منذ بزوغ فجر الاسلام وحتى يومنا بل يشهد هذا الملتقى الثقافي (الجنادرية) جملة من الموروثات الثقافية التي توارثتها الأجيال كل حسب منطقته التي تزخر بالموروثات الثقافية والحرف والفنون الثقافية والأدبية ثم هناك مؤتمرات ونشاطات ثقافية تشهدها باقي مدن المملكة في لمسة تؤكد ان ارادة وادارة الأمة السعودية ماضية نحو العالم الأول بكل قوة لتحقيق التقدم في مختلف الميادين.