حذر رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق فرج الحيدري من احتمال عدم إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في موعدها في حالة سحب الثقة من المفوضية, على خلفية استجواب في البرلمان. كانت المفوضية قد انبثقت للمرة الأولى نهاية مايو 2004 وتخضع لرقابة مباشرة من جانب البرلمان العراقي ومهمتها تنظيم عمليات الانتخابات والاستفتاءات الشعبية في البلاد. وكان عضو لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي آزاد جالاك ذكر في تصريحات صحفية أن (سحب الثقة من رئيس المفوضية العليا أسهل من سحب الثقة عن المفوضية برمتها). ورأى أن (الوقت المتبقي على موعد إجراء الانتخابات النيابية القادمة في العراق ضيق جدا ولا يتيح مجالا لتشكيل مفوضية أخرى، إضافة إلى أن الأمر يتطلب اتفاق جميع الكتل البرلمانية، وهو أمر سيتسبب في إثارة المشاكل). يذكر أن البرلمان العراقي استدعى رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات واستجوبه الأسبوع الماضي إثر توجيه اتهامات بوجود فساد مالي وإداري في عمل المفوضية وانحيازها لجهات سياسية معينة. في هذه الأثناء نفى الشيخ خالد العطية النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي وجود نية لسحب الثقة عن رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فرج الحيدري لتأثيرها على مجريات العملية الانتخابية المقررة في 16 يناير المقبل. وقال العطية إن (استجواب الحيدري في البرلمان لا يعني سحب الثقة عنه وليست لدى الكتل السياسية على اختلافها نية الإقدام على هذه المسألة في الوقت الراهن). يأتي ذلك بينما يتواصل الجدل السياسي في العراق بشأن اعتماد خيار القائمة المفتوحة في الانتخابات المقبلة. وقال رئيس البرلمان إياد السامرائي إن معظم الكتل السياسية تؤيد خيار القائمة المفتوحة، في حين تمسكت الكتلة الكردية بالقائمة المغلقة. على صعيد آخر تواصلت مشاهد العنف والهجمات في أرجاء متفرقة من العراق خلال الساعات الماضية. وقد خلفت تلك المواجهات عددا من القتلى والجرحى. ووقع أعنف تلك الهجمات في منطقة بهرز جنوب بعقوبة, حيث قتل شقيقان في تفجير لعبوة ناسفة. كما وقع انفجار آخر في نفس المنطقة خلف ثلاثة جرحى, حيث بدأت الشرطة على الفور عمليات دهم وتفتيش. وفي هذا السياق نجا اللواء أحمد صبري -أحد قادة الشرطة في منطقة الكرادة- من محاولة اغتيال بتفجير استهدف موكبه وسط بغداد, في حين أصيب أحد مرافقيه وثلاثة مدنيين. كما قتل مدني واحد في مدينة الحلة جنوب بغداد، أثناء عمليات دهم وتفتيش نفذتها قوات أميركية وعراقية حيث وقع تبادل لإطلاق نار, وذلك طبقا لشهود عيان. كما أعلنت القوات الأميركية والعراقية اعتقال أحد مساعدي عزت إبراهيم الدوري -نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين- وذلك في عمليات قرب بعقوبة. واعتقلت الشرطة العراقية خمسة ممن قالت إنهم عناصر بتنظيم القاعدة, وذلك في قرية قريبة من قضاء الدبس شمال مدينة كركوك. وفي مدينة الموصل شمالي العراق، أعلنت الشرطة مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 12 آخرين في حادثين منفصلين.