لازالت الجهات الأمنية تواصل حملاتها التفتيشية ضد مخالفي أنظمة الإقامة والتي تحقق لبعضها النجاح المثمر، فيما أخفق البعض الآخر. وتكبدت الدولة خسائر فادحة من أجل القضاء على هذه الظاهرة، (الندوة) قامت بجولة استطلاعية بعدة أحياء بالعاصمة المقدسة للوقوف على ما تحقق من خلال ما تم من حملات تفتيشية نفذتها عدة جهات أمنية لكن هالها منظر الأعداد الهائلة من المتخلفين التي رصدتها عدسة (الندوة) التي تقبع تحت الجسور وفي ثنايا الطرقات الجانبية فجاء ارتجالنا مغامرة علنا نستشف اسباب تواجد هذه الأعداد الهائلة مقارنة بالجهود المبذولة والتي لم تدخر جهداً في القبض على آلاف المتخلفين ففي البداية تحدث لنا أحد مخالفي أنظمة الإقامة من الجنسية اليمنية يدعى (صالح الهجالي) والذي قال حضرت للمملكة تحديداً مكةالمكرمة منذ حوالي ثلاثة أشهر عن طريق أحد رواد المهربين بعد أن تم ترحيلي مسبقاً بما يزيد عن سبعة أشهر وأضاف أن فترته السابقة التي عاشها في مكةالمكرمة تم ترحيله لمخالفته نظام الاقامة مما اكسبه خبرات كان يجهلها مؤكداً بأن تطبيقه إياها ستمكنه من العمل والتنقل السريع والخلاص من بين يدي رجال الأمن وعند سؤالنا عن هذه الخبرات ابتسم وقال لنا هذه أسرار لايحق لكم كشفها ثم غادرنا بعدما ابدى استياءه حيال تعاونه معنا في الحديث. وفي مكان آخر كان لنا هذا اللقاء مع مخالف بدا عليه أنه قد تجرع احدى مذهبات العقل من المسكرات فرائحة العرق تفوح منه مما شجعنا للحديث معه لرغبته الملحة بعد أن راق له فلاش كاميرا (الندوة) فبدأ بنقل تحاياه لجميع عائلته في الصومال وبلغته العربية المتكسرة أنه لايخشى أحداً مبيناً أنه وجد من الجبال التي تشتهر بها مكةالمكرمة ضالته وأبناء جلدته من مخالفي الأنظمة ثم أخذ يسرد علينا تفاصيل بطولاته مع عدد من الحملات الأمنية وكيف أنه تخلص منهم قبل أن يقوموا بالقبض عليه بالهرب منهم والاحتماء باحدى المرتفعات الجبلية الموازية للشارع العام لحي المعابدة ومن مكان آخر بيّن أحد المخالفين أن اقبال عدد من المواطنين وغير المواطنين في الاستفادة للقيام ببعض الأعمال مقابل مبلغ متفق عليه يكون مشجعاً في ضمان استمراريتهم في كسب قوتهم ولم يداهن أحد المخالفين حينما طرحت عليه (الندوة) سؤالها حول جرائم السرقات وخلافها إذ أجاب أن ابناء الجاليات المخالفة ونزولاً عند رغباتهم في الثراء العاجل فهذا لايجعلهم يتوانون في الاقدام على أي شيء حتى وان كان فيه ازهاق لروح بريئة المهم كما قال هو ما سيجنيه من مال لاغير. من جانبه أوضح الناطق الإعلامي بإدارة جوازات منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد الحسين ل(الندوة) استمرارية الحملات التفتيشية مبيناً أن هناك تغطيات قد شملت عدة سفوح جبلية والأخرى جار العمل عليها في الوقت الذي تم الأخذ في الاعتبار عمل عدة خطط ذات كمين محكم أسفل بعض المرتفعات التي تشتهر بصعوبتها ووعورتها الشديدة. وأشار الحسين إلى الجهود المبذولة لعدد من القطاعات المشاركة في الحملات الأمنية بجانب الجوازات وما تقوم به شرطة العاصمة المقدسة من تعاون بناء ومثمر خدمة للمصلحة العامة لهذا الوطن وابنائه مهيباً بالمواطنين بضرورة التعاون مع رجال الأمن وأن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية وعدم تشغيل أو اسكان المخالفين وعدم التساهل كذلك في ما قد ينجم عنهم من مخاطر.