ودعنا شهر رمضان المبارك قبل أيام قلائل والعين تذرف الدمع على فراقه ، واستقبلنا العيد بفرحته التي ينتظرها الجميع ، لنعيش أيامه هنا وفرح ووئام ، وما أن طلت هذه الفرحة التي منحها المولى لعباده بعد شهر الصيام ليكون يوم فرح ، حتى ارتفعت الأيادي داعية الرحمن الرحيم أن يتغمد مؤسس هذا الكيان بواسع رحمته ، وأن يجعل الجنان سكناه حتى نلقاه ، فذكرى اليوم الوطني عالقة في الأذهان لما لها من مكانة عزيزة في الأنفس ، فذلك اليوم المبارك الخميس 17/5/1351ه الموافق 15/8/1932م المقابل للأول من الميزان 1309ه/ش الذي تم فيه توحيد البلاد المترامية الأطراف تحت لواء واحد ، ومسمى رائع (المملكة العربية السعودية) والذي لا تنساه ذاكرة كل مواطن ينتمي لهذا الثرى الغالي ، وحكم هذه العائلة الكريمة ، والذي نحتفل به في كل عام لهدف سامٍ نبحر فيه كيف أسس هذا الوطن ، وكيف أصبح هذا الكيان ، وكيف سار في السنوات الماضية برعاية كريمة من لدن المؤسس وأنجاله ، وكيف يستمر الحفاظ عليه بين أيادي أبناء المؤسس طيب الله ثراه ، الذين ساروا على نهج والدهم رحم الله من توفي منهم ، وحفظ لنا من هم على قيد الحياة من كل مكروه ، فهذا الانجاز البطولي التاريخي الذي لم يشهد التاريخ مثله لم يتحقق إلا بجهد الأوفياء ، وعزيمة الأقوياء ، وإصرار الشرفاء ، ودموع وآلام ومعاناة الأبطال، وبعد أن حقق مالك الملك لذلك الشاب الهمام ما أراد في استعادة ملك آبائه وأجداده ، ونشر الأمن والأمان بها لتكون سمتها ، رسم المغفور له بإذن الله تعالى خريطة واضحة المعالم تقود أبناءة من بعده إلى بر الأمان ما تعاقبت الأزمان ، ويكفي لنا التمعن بل ودراسة هذه النظرة الثاقبة التي تدل على حكمة المؤسس في أن يدوم البيرق الأخضر حامل كلمة التوحيد خفاقاً في ظل الحكم السعودي لهذه العائلة المالكة أزمنة مديدة ، ترعى من خلاله الحرمين الشريفين خير رعاية ، وتقدم لقاصديها كل التسهيلات لينعموا بحجهم وزيارتهم لبيت الله الحرام ، ومسجد المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ، كما أنها سخرت لأبناء وطنها كل سُبل الحياة التي تجعلهم يتنعمون برغد الحياة ، فالحمد لله والشكر على أن أكرم بلاد الحرمين ، وجزيرة العرب بهذه العائلة التي ينبثق من بين أيادي أبنائها الخير الوفير في داخل البلاد وخارجها ، ورحم الله الملك عبدالعزيز آل سعود الذي كان ملماً بقراءة موفقة لمستقبل أمته التي وحدها كيانها ، فهذا الوطن الغالي نحبه تديناً وقربة إلى الله تعالى .