كثيرا ما نقرأ بصحفنا المحلية بين آونة وأخرى تصريحات لكبار مسؤولي وزارة الصحة تتناول قيام الوزارة بتأمين أجهزة وآليات حديثة إضافة إلى تعيين كوادر طبية وتمريضية بالمستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية لخدمة المواطنين والمقيمين والزوار فنقف أمام تلك التصريحات فخورين بما حملته من أرقام سواء تمثلت في قيم الأجهزة أو عدد الكوادر الطبية المعينة. لكن المفاجأة تأتي مؤلمة مع أي زيارة اضطرارية تقودنا نحو بوابة مستشفى حكومي إذ سرعان ما تغيب الكثير من الأخبار والتصريحات التي قرأناها فما تراه أعيننا مخالفاً كليا لما قرأناه من أخبار بثتها إدارات العلاقات العامة بالوزارة أو تلك الكلمات التي جاءت في اللقاءات التي أجرتها الصحف . وحينما نقول ذلك فإننا لا نتحامل على وزارة الصحة أو نتهمها بالتكاسل والتقاعس لكننا نقول بأن الواقع مخالف لما قرأناه والسبب البعد عن الجولات الميدانية وملاحظة معاناة المواطنين . وليس من باب النقد المبطن لوزارة الصحة وأفرعها حينما نقول بأن هناك خللاً في الوضع الإداري وإصلاح الاعطال لكن الحقيقة التي يراها المواطنون بأعينهم تختلف عن تلك التي يراها مسؤولو الوزارة . وقبل أن تنفي إدارة الإعلام الصحي بالوزارة صحة ما أكتبه أقول ان الحقيقة التي يدونها القلم لا تستهدف شخصاً بعينه ولا موقعاً بذاته لكنها تستهدف المصلحة العامة التي نسمع ونقرأ عنها ولا نجدها . فخلال شهر رمضان المبارك الماضي وتحديداً يوم الخامس والعشرين منه وقفت شخصياً على وضع مؤلم داخل مستشفى النور التخصصي وتحديداً بقسم الطوارئ وبالدقة في تمام الساعة الثالثة ظهراً إذ ظهر الغياب الواضح لأطباء فرز الحالات بالقسم فلم نجد سوى طبيب واحد لفرز الحالات!!. فهل يعقل أن يكون مستشفى بموقع ومستوى مستشفى النور التخصصي ليس به سوى طبيب واحد لفرز الحالات؟. إن السجلات الطبية تثبت وجود طبيب واحد أما الرد الصحفي فمن المؤكد أنه ينفيه وسيخرج علينا بأرقام مختلفة كليا. وان تم السؤال عن مدير المستشفى ولماذا لم ألتق به فأقول بأن محاولاتي باءت بالفشل لانشغاله في اجتماع كما هي عادة البعض من مسؤولينا الذين يخدمون المواطنين . وحينما حاولت الاتصال بمدير الشئون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة عبر الهاتف الجوال فلم أجد أي رد على مكالمتي!. إن الصحة التي يبحث عنها وتسعى قيادتنا الرشيدة لتوفيرها لكافة المواطنين بالمدن والقرى والهجر لا يمكن أن تصل بشكلها الصحيح إن كان الغياب للمتابعة والخدمات موجودا. وقبل أن يحل موسم الحج القادم ونقف أمام ملايين القادمين لبيت الله الحرام فلابد من معالجة السلبيات التي سجلت خلال شهر رمضان المبارك فالسكوت عنها وتجييرها إلى ايجابيات يؤدي إلى اهدار الجهود وضياع الكثير من الأموال لأن مستهدف الخدمة لم يجدها .