يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة حفل بدء فعاليات منتدى جدة البيئي الأول تحت عنوان (حماية البيئة إصلاح وتأهيل) الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بجدة في مقرها بجدة اليوم .وأوضح رئيس مجلس إدارة الغرفة صالح بن علي التركي أن المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام تحت إشراف الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة يستعرض عبر أربعة محاور رئيسية في قضايا التنمية المستدامة وأزمة المياه واحتياجات الطاقة والتحديات البيئية والتعايش مع البيئة ويبحث عن حلول عملية لمشاكل البيئة في مدينة جدة على وجه الخصوص والمملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج بشكل عام . من جانب آخر أفاد رئيس منتدى جدة البيئي الأول الدكتور محمد الجهني أن اللجنة المنظمة للمنتدى تلقت مشاركة أكثر من 30 شخصية عالمية يقدمون خبرات وتجارب وأوراق عمل تتحدث في مجالات بيئية مختلفة مبيناً أن الاستعدادات قد اكتملت لعقدالمنتدى .وأشار إلى أن هناك أكثر من جهة مهتمة بالمجال البيئي تشارك في المنتدى ومنها المجلس العربي الأوربي للبيئة ومركز التميز البيئي بجامعة الملك عبد العزيز وجامعة رشتك الألمانية الذين سيكونون هم المشرفون الأكاديميون العلميون على المنتدى. الى ذلك أشاد عدد من الخبراء الاقتصاديين بمنتدى جدة البيئي الأول أوضح الخبير الاقتصادي بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية المصري أحمد السيد النجارأن المنتدى طيلة مدة فعالياته فرصة ذهبية لوضع حلول واقعية لأزمة المياه التي تعد أكبر وأهم القضايا .واشار إلى الدور الكبير الذي تمثله المياه في الدول العربية والتي تعتبر مطلباً بيئياً لن يغفلها المنتدى مبينا أن المياه في الوطن العربي تكتسب أهمية خاصة نظراً لطبيعة الموقع الاستراتيجي للأمة العربية حيث تقع منابع حوالي 60 % من الموارد المائية خارج الأراضي العربية مما يجعلها خاضعة لسيطرة دول غير عربية تستطيع أن تستخدم المياه كأداة ضغط سياسي أو اقتصادي وهو الأمر الذي يزيد المسألة تعقيداً نتيجة لما يعانيه الوطن العربي من فقر مائي قد يصل في وقت قريب إلى حد الخطر مع تزايد الكثافة السكانية وعمليات التنمية المتواصلة . من جانبه يرى أستاذ هندسة البيئة والصحة العامة الدكتور فرج المبروك أن الأساليب القديمة في التخلص من مياه الصرف الصحي باستخدام الآبار السوداء أو صرفها عبر قنوات مفتوحة إلى أقرب مجرى مائي أو منخفض في الأرض هي احدى المشاكل الرئيسية وتعتبر عاملاً أساسياً لانتشار الأمراض المُعدية المنتقلة عبر مياه الشرب الملوثة مضيفاً أن أساليب التخلص من مياه الصرف الصحي للمباني منذ القدم اعتمدت على استخدام الآبار السوداء كما وجدت بعض أنظمة الصرف الصحي المصغرة التي تصرف مجاريها إلى البحر بالمناطق الساحلية. من جهته أكد رئيس منتدى البيئة الإلكتروني المهندس عبد الهادي النجار أن المفهوم الاقتصادي لاستغلال الموارد الطبيعية لا يأخذ بالاعتبار الخسائر البيئية والتكاليف الاجتماعية في النشاط الاقتصادي، أي التكاليف على مستوى المجتمع وعلى مستوى الاقتصاد ككل والتي تسمى بالتكاليف الخارجية فعند إنتاج أي منتج صناعي مثلاً لا يحسب ضمن التكلفة سوى التكلفة داخل المجمع الصناعي ولا يحسب كم طناً من الأسماك قد دمر في البحيرة أو في البحر المجاور مقابل إنتاج هذا المنتج أم كم شخصاً قد تضرر أو مرض نتيجة الغازات أو الغبار المنطلق وكم سيكلف علاجهم وما هي خسائر الإنتاج الناجمة عن التوقف عن العمل بسبب المرض وكم هو حجم الضرر الحاصل في المزروعات والغابات والهواء في المنطقة المحيطة بالمجمع الصناعي ولا تحسب أيضاً التكاليف الإقليمية أو العالمية الناجمة عن المصانع الأخرى للدول الواقعة والقريبة من تلك المجمعات الصناعية والتي تؤثر على اقتصاديات وموارد وسكان هذه المناطق سواء بموت الأحياء البحرية أو بتلويث الهواء أو غير ذلك كما أنه لا تحسب تكلفة زيادة غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يتسبب بارتفاع درجة حرارة الأرض ولا تحسب أيضاً تكلفة زيادة غازات الكلورفلور كربونات وأول أوكسيد الكلور التي تسبب تمزيق طبقة الأوزون فهذه التكاليف الاجتماعية والتي تعتبر خارجية بالنسبة للمنشأة سواء كانت على مستوى بلد معين أو إقليم معين أو على المستوى العالمي، لا تزال خارج الحسابات الاقتصادية.