بالأمس القريب ألقت صحيفة عكاظ بالعدد رقم (15706) الصادر يوم الخميس 6/9/1430ه الضوء على عدد من المؤذنين تلكم الرجال الذين صدحت أصواتهم وملأت أرجاء المسجد الحرام والمسجد النبوي وما حولهما من أحياء ، وعرفهم المسلمون من العرب و من غير العرب في كافة أرجاء المعمورة التي يصلها البث التلفزيوني أو الإذاعي السعودي ، منهم من توفاه الله وخلف بعده ابنه أو ابن ابنه وبعدهم مازال يصدح بصوته الشجي ويرفع أذان عدد من الصلوات الخمس بالمسجد الحرام حسب الجدول المعد لكل واحد منهم من قبل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي .. ومن خلال قراءتي للموضوع والتعرف على جانب بسيط من حياتهم الشخصية والعملية وكيف أن أصواتهم وتميزهم في رفع الأذان يشجي النفس ويريحها.. تذكرت تلك الأيام الخوالي أيام (حصوات) الحرم والنساء اللاتي ينتشرن في أرجاء ومحيط الطواف لأخذ (أنعل وأحذية) المصلين مقابل ثمن بسيط جداً لا يسألن عنه ولكن يتقبلنه من أصحاب تلك (الأنعل والأحذية) كشكر لحفظهن إياها.. وتذكرت كيف كنا نخرج من باب العمرة وإذا أمامنا مباشرة السوق الصغير (ببسطاته) التي كنا نهرع إليها لنشتري منها (اللقيمات ، المقلية أو السمبوسة أو الشريك) ما أجملها من أيام وما أروعها من أماكن تحكي كلما مررت بها وتخيلت أماكنها قصص زملاء لي بعضهم توفاه الله وبعضهم وصل لمراتب عالية في شتى مناحي الحياة والعمل الحكومي والخاص. أعود للسادة مؤذني الحرم لقد أسعدني إلقاء الضوء عليهم .. هؤلاء الأعلام الذين كم مرة رفعوا الأذان ، وكم مرة رفعوا الإقامة ، وكم مرة نادوا بالصلاة على الأموات ، وكم مرة كبروا في صلوات الأعياد وتذكرت أنهم يوم القيامة سيكونون أطول الحشود أمام الرحمن أعناقاً فيعرفهم الجميع بأنهم المؤذنون بالمساجد (الله أكبر .. الله أكبر) ما أجملها من ميزة وأروعها من عطية وأين؟ أمام رب البيت وملك الملوك. قال عليه الصلاة والسلام: (المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة) رواه مسلم فهؤلاء يوم الزحف الأكبر يأتون وقد علت رقابهم رقاب الآخرين فيسألون لماذا رقابكم أطول؟! فيقال لهم هؤلاء الذين يقولون والناس نيام ( الله أكبر .. الله أكبر،لا إله إلا الله) خمس مرات في اليوم إنهم المؤذنون قال تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ) (فصلت:33) هذه الآية نزلت في بلال وفي المؤذنين، وفي كل من يدعو إلى الله عزَّ وجلَّ ياله من كرم إلهي لهؤلاء.. وفكرتي أن ننظر في تكريمهم التكريم اللائق بهم وأمام حشود المسلمين ، وأن ينبري أحد المؤلفين لتأليف كتاب عنهم ليحفظهم التاريخ وتتعرف عليهم الأجيال المقبلة. هذه مجرد فكرة قد تتبناها الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين وقد يتبناها اتحاد الإذاعات الإسلامية، أو وزارة الإعلام أو أهل الخير فينظر في أمر من يحتاج منهم إلى منزل ويؤثث له أو علاج فيتكفل به إنهم أعلام أجلاء يجب علينا ألا ننساهم فو الله يكفيهم فخراً في الدنيا أنهم وعلى مدار مشوار حياتهم رافعو رؤوسهم بكلمة الحق والتوحيد والنداء للخالق (الله اكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله) ويكفيهم تكريماً من المولى سبحانه وتعالي أنهم من المرفوعة أعناقهم يوم العرض عليه (اللهم بحق جاهك وعظيم سلطانك أن ترحم من توفيته منهم وتسبغ الصحة والعافية علي من أبقيته حتى تحين ساعته فيلقاك وهو يكبر بجلالك وعظمتك (الله أكبر الله أكبر).