المجتمع السعودي من صفاته النبل والأصالة والقيم الإسلامية الحميدة ويتميز افراده بالأخلاق السامية الرفيعة وحب الخير والتآلف والبيئة الاجتماعية التي تنم عن الترابط والتآخي لكل افراده انها شريعة الله التي أمرنا بها (المسلم أخو المسلم) والاخاء يعني الانسانية حتى ارادها الخالق العظيم ليطبقها عباده في ارضه يحكمهم الدين الحنيف وتسود فيما بينهم الموده. المجتمع هو مجموعة البشر الذين يعيشون ويتعايشون فيه كلهم مسؤولون امام خالقهم لتنفيذ اوامره واجتناب نواهيه يطيعون ولاة الأمر وينتهجون الأنظمة التي وضعوها ليسود الأمن ويتحقق الامن لجميع من ينتمون اليه. ومن سابق العهد عرفت الحارات (الاجياد حالياً) حضرة العمدة. انه كبير الحارة والذي يتمتع بالخلق الحسن والحكمة وتحمل مسئولية جميع افراد حارته يهتم برعايتهم وتقديم الخدمات التي يحتاجونها يمثلهم امام الجهات الرسمية التي يتبع لها والتي عينته ووضعته في هذا المنصب، الكل في حارته يحترمه ويوقره وهو يتفاعل معهم ويشاركهم افراحهم وأحزانهم ويحاول تلبية طلباتهم بقدر ما يمكن انه انسان يتصف بالعقل الرزين والقلب العطوف الكبير الكل في حارته اهله يرعى مصالحهم ويسعى جاهداً لتفقد احوال الأرامل والأيتام وباقي الافراد في حارته، بالطبع سابقاً كانت الحارات محدودة النطاق وبفضل من الله ونعمه ثم بعطاء الدولة وبسخاء كبرت هذه الحارات واتسعت واصبحت بدلاً من حارة واحدة الى مجموعة أزدهرت ونمت وتطورت دخلتها الحضارة والمدنية مما استوجب ان يكون دور العمدة في كل حي يتطلب امكانيات شخصية وذهنية لتساعده على تنفيذ مهام عمله وبفضل من الله نجد أن الدولة اختارت لهذه الاحياء العمد المختارين بعناية وهم على قدر كبير من المسؤولية والعلم والمعرفة ونتأمل منهم ان يكون لهم بجانب هذه الصفات المقدرة والفطنة لتلمس ومعرفة أحوال الناس في احيائهم ويتعاملون مع كل مواطن بالكيفية الملائمة والعقلية التي تتناسب مع تكوينه وعقليته نريد منهم التقرب لكل فرد في حيهم يتعرفون عليه ويكون صديقاً وأخاً وعلى كل قاطني الحي ان يماثلوا العمدة بالشعور والاحساس الذي ينشدونه منه. لنسعى جميعاً لنفاعل هذا الدور الاجتماعي الهادف فالمشاكل الصغيرة التي تنتج من مجموعة من الناس في أي حي لو وجدت الانسان الحكيم المسئول لتداركها مبكراً ووضع الحلول المناسبة لها يتم بالتصرف الحسن القضاء عليها اولاً بأول. فالعمدة شخص من مجتمعنا ليكون القريب من وان يكون الحي الذي نعيش فيه يتميز بالتعاون والتآلف والمحبة وتحمل مسئولياته من قبل أهله. لنجعل من احيائنا اسرة واحدة فبطبع الانسان الحب والتعلق بالجماعة والجماعة تحتاج الى من يشرف على أوضاعها. لنعطي العمدة الفرصة ليؤدي الدور الذي كلف به من المسئولين بالأمانة المطلوبة.