القمة الافريقية التي عقدت في العاصمة الليبية طرابلس كانت مخصصة لتسوية النزاعات في القارة وقد تعهدت دول الاتحاد الافريقي في اعلان طرابلس الذى صدر أمس تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين الدول الاعضاء لتحقيق الأمن والسلم في القارة الافريقية واعداد برنامج مفصل يحدد الخطوات الملموسة لتحقيق ذلك، وحسناً ان اعترفت القارة بالتقصير في معالجة مشاكلها وهذا قد يشكل بداية الصحوة للتعامل الجاد مع مشاكل القارة. وإذا كانت هناك مشاكل في زيمبابوي والكونغو ونيجيريا ورواندا ودول أخرى في القارة إلا أن مشكلة دارفور تبقى هي الأهم وهي التي ستكون محك اختبار لصدقية دول افريقيا في معالجة مشاكلها وعلى حسب البيان فإن على القارة معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات بطريقة شاملة ومنهجية. وبمقتضى هذا التعهد فاننا نأمل أن نلمس خطوات افريقية جادة لحل مشكلة دارفور فهي أكثر المشاكل تعقيداً فالحل يتطلب التحرك في أكثر من محور ..أولاً محور توحيد الحركات المسلحة، ثم محور اصلاح العلاقات التشادية السودانية ثم محور المصالحة بين الحكومة التشادية ومعارضيها المتواجدين في السودان ومشكلة بهذا التعقيد لا يمكن حلها إلا من داخل القارة الافريقية فهي الأدرى بمشاكلها. وفي هذا الاطار عقد الرئيس القذافي لقاء مع الجماعات المسلحة في دارفور من أجل توحيدها وتوحيد مواقفها للتفاوض مع الحكومة السودانية في منبر التفاوض المتفق عليه في الدوحة ..كما يواصل القذافي جهوده أيضاً للمصالحة بين البشير والرئيس التشادي إدريس دبي، وعلى كل يمكن أن تكون هذه البداية لجهد افريقي أكبر من أجل حل مشكلة دارفور بالذات ونأمل أن يتم ذلك قريباً.