الحمد لله القائل في محكم التنزيل: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور). وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال (من كان آخر كلامه لا إله الا الله دخل الجنة) .. انه الموت مفّرق الجماعات ، وهاذم اللذات ، لا يملك أحد من المخلوقين مهما بلغ ملكه له ، ولا يستطيع أحد مهما كان جنده له دفعا، لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ولا ملكاً ولا مملوكاً ، فلا إله الا الله ما أجل حكمته ، وما أعظم تدبيره ، تلك هي الدنيا خداعة غدارة ، وفتّانة غرارة ، تضحك وتبكي ، وتجمع وتفرّق ، لكن أين من يتعظ ويعتبر؟!. فالموت أمر واقع ، ما له من دافع ، لا مرد له ولا شافع ، فقد قال المولى جلت قدرته: (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) نعم انه الموت لا يعرف خليفة ولا مخلوفاً ، ولا إماماً ولا مأموماً ، فأين القلوب التي في الصدور؟! وأين الاتعاظ والاعتبار؟!. بالأمس القريب وقبل حلول الشهر الكريم بأيام قلائل ودعنا مربية فاضلة ، تربوية قديرة انها الاخت الكريمة ثريا رشاد الدوبي (أم حسن) تلك المرأة التي قدّمت لبنات هذا الوطن عصارة ذهنها وساعات من عمرها من خلال عملها التربوي في مختلف مجالاته بل لقد كانت رحمة الله عليها من السبّاقين لأعمال الخير والبر والإحسان ، لقد كانت تبذل الغالي والنفيس من أجل الايتام والمحتاجين والمعوزين بل كانت تشارك في كل عمل خيري. أم حسن رحمة الله عليها كانت تتحسس كل من يحتاج إلى مساعدة من جيرانها وطالباتها وزميلاتها بل كانت تسأل وباستمرار عن الطلاب المحتاجين في المدرسة التي أعمل فيها وكانت السباقة دائماً لأعمال البر والاحسان أقول ذلك بعد أن غادرت هذه الدنيا الفانية إلى دار البقاء والخلود .. نعم أقول ذلك بالرغم من أنها كانت ترفض الافصاح عما تقوم به ، فرحمة الله عليها رحمة الابرار واسكنها فسيح جناته وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان وجعل ما قدمته في موازين حسناتها يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم انه العمل الصالح الجليس للمرء في قبره فكل شيء هالك ، وكل أهلها وذويها قد ذهبوا ولم يبق الا عملها الصالح. فاللهم أبدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيراً من أهلها وادخلها الجنة بغير حساب .. اللهم آمين. همسة: لله در القائل: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول