عصر كل يوم يسارع (أبو مهند) الخطى نحو الفوال الذي يقع في شارع رئيسي بالعاصمة المقدسة ليضمن لنفسه مكانا مناسباً وسط الزبائن المتدافعين حتى يحصل على نصيبه من الفول ليعود إلى منزله لأن المائدة الرمضانية لا تكتمل بدون طبق الفول.وما يخشاه أبو مهند هو التدافع غير المبرر من قبل محبي هذه الوجبة خاصة مع اقتراب موعد الإفطار.وفي عالم الفول والفوالين أسماء وقصص، فهناك من «الفوالين» من يعتز بجودة سلعته فيكتب على لوحة وراء ظهره حيث يجلس خلف (جرته) (إذا فاتك الفول.. أنا غير مسؤول) وذلك للدلالة على الإقبال الكبير على محله.وهذا النشاط لم ينج بدوره من الدخلاء حتى انتشرت هذه المهنة انتشارا واسعاً بين الأحياء والأزقة كانتشار خطوط الماء والكهرباء حيث تجد في الشارع الواحد أكثر من عشرة محلات.وتشهد الفترة التي تفصل بين صلاتي العصر والمغرب تزاحما وتدافعاً نحو (جرة الفول) وغالباً ما ينجم عنه إغلاق كامل للشارع الذي تقع فيه محلات بيع الفول وخاصة الشهيرة منها أمام السيارات العابرة كما يحدث بين حين وآخر تلاسن واشتباك محدود بالأيدي بين الصائمين، مما يستدعي أحياناً تدخل أفراد الشرطة لفض تلك الاشتباكات وفتح الطريق أمام السيارات العابرة.والفول هو عبارة عن ثمرة نباتية هي نفسها في كل مكان وزمان، ولكن ما يميز فوال عن آخر هو طريقة التحضير.