بدأ أمس الرئيس حسني مبارك زيارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في غاية الأهمية من حيث التوقيت حيث إن هناك الكثير من الملفات التي تحظى بالاهتمام المشترك تنتظر البحث من الجانبين ، لتحديد الخطوات المستقبلية بشأنها وأهم هذه الملفات ، ملف السلام في الشرق الأوسط وهو ملف أولاه الرئيس أوباما أهمية خاصة ، وكان من أولى خطواته في هذا الاتجاه تعيين مبعوث خاص للسلام كما أن أوباما قام بزيارة للمنطقة وجه فيها خطاباً تاريخياً حدد فيه ملامح خطة العمل للتعامل مع العالم الإسلامي ومع السلام في المنطقة وبما ان الإدارة الأمريكية تسعى إلى بلورة خطة شاملة للسلام فإن زيارة مبارك تعتبر نقطة جوهرية في تشكيل ملامح الخطة لتأتي منصفة للحقوق العربية وللحقوق الفلسطينية .. خاصة قيام الدولة الفلسطينية ووقف سياسة الاستيطان .. وقد كان الرئيس مبارك يأمل في موقف فلسطيني موحد ليحمله معه في هذه الزيارة وذلك من خلال الجهود المقدرة التي بذلت ولكن رغم غياب هذا الموقف فهذا لا يعني تجاهل الحق الفلسطيني فهو الموقف الثابت لدى القادة العرب جميعاً. ومن شأن هذه الزيارة ان تحافظ على الموقف الأمريكي الضاغط على إسرائيل وخصوصاً بشأن المستوطنات حيث تسعى إسرائيل جادة إلى تجاهل هذا الضغط بأي صورة من الصور. ومن أهم القضايا التي يصطحبها مبارك في زيارته هي تلك القضايا الخاصة بالسودان ابتداء من أمر توقيف الرئيس البشير حيث ترى مصر مثل بقية الدول العربية والافريقية أن مثل هذا الاجراء سيزيد الأمور تعقيداً وأن الأولوية ينبغي أن تكون للسلام في دارفور وهو موقف لا يتعارض مع الموقف الأمريكي بل يتوافق معه حيث إن الولاياتالمتحدة نفسها لا تعترف بمحكمة الجنايات الدولية وترى أن اقرار السلام في اقليم دارفور المضطرب يجب أن يحظى بالأولوية. كما أن الإدارة الأمريكية ستستمع إلى رؤية مصر بشأن اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب وحرصها على أن يمضي تطبيق هذا الاتفاق دون عراقيل. إضافة إلى أن قضية الملف النووي الإيراني ستكون احد أهم محاور البحث حيث إن مصر ترى ضرورة معالجة هذه القضية بالطرق الدبلوماسية بعيداً عن الحرب التي تلوح بها إسرائيل من وقت لآخر. على كل الجميع يتطلع إلى ما ستسفر عنه هذه الزيارة من نتائج.