لقد كانت الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة وصمة في جبين الإنسانية بما ارتكبته من انتهاكات تقشعر لها الأبدان. وهي انتهاكات مسجلة وفق شهادات حصلت عليها منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) هذا غير جرائم الحصار واستخدام القنابل المحرمة دولياً ومن تلك الجرائم اقدام الجنود الإسرائيليين على قتل مدنيين كانوا يلوحون باعلام بيضاء حيث قتلهم الجيش الإسرائيلي بدم بارد اضافة إلى نساء وأطفال أخرجوا من منازلهم لم يكن لهم أي ذنب ولم توجه لهم أي إدانة. هذه التقارير التي أعدتها كبرى المنظمات الإنسانية العالمية تؤكد أن الجنود الإسرائيليين والجيش الإسرائيلي لا يراعي القواعد الاخلاقية. ولهذا بدلاً من ان تواجه إسرائيل هذه الأدلة بالاعتراف أو بادانة من ارتكبوها فإذا هي تشن حملة دعائية مضادة ضد منظمة حقوق الإنسان وهي حملة الهدف منها اسقاط الشهادات التي جمعتها المنظمة حول هذه الانتهاكات الخطيرة. ومن قبل رفضت إسرائيل التعاون مع لجنة تحقيق دولية عينتها الأممالمتحدة ، مما يعني تهربها من تحمل مسؤوليات ارتكبتها بشهادة العالم أجمع . ومن الغريب أن يأتي وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك ليصر على أن الجيش الإسرائيلي من أكثر جيوش العالم التزاماً بالأخلاق. إنه لأمر مضحك حقاً وهل كانت جرائم غزة هي الجريمة الوحيدة للجيش الإسرائيلي فقد سبقتها جرائم عدة في لبنان وفي فلسطين نفسها وإبان حرب 67 و73. إن انتهاكات إسرائيل لقواعد الأخلاق لا تحتاج إلى كثير عناء فيكفي ما شاهدناه على شاشات التلفزة ابان حرب غزة وفي حرب لبنان الأخيرة حيث الدمار كان واضحاً لا يحتاج إلى شهادات من آخرين على إسرائيل أن تعترف بجرائمها بدلاً من أن تشن حرباً دعائية ضد منظمات إنسانية مشهود لها بالنزاهة.