كنا نحسب ان السياحة الداخلية قد تكون احد البدائل للسواد الاعظم من المواطنين ممن قدر عليهم رزقهم ودخلهم محدود غير ممدود، وكنا نظن أن هناك برامج سياحية يستطيع هؤلاء الاخوة المبيت ولو ليلة واحدة في غرفة متواضعة في الهدا أو الطائف. ولكن الزائر (السائح) عندما يصل الى هناك يجد نفسه بين اسعار منتجعات (سويسرا ولوزان) مع فارق في الوزن والاوزان اي ان هناك فارقاً كبيراً في الخدمة والمرافقة والخصوصية والبيئة .. الخ. غرفة واحدة ايجارها بالهدا لا يقل عن (1000 ريال) يستطيع المبيت فيها ونشاهد تحت ظلال الكباري والاشجار والارصفة بعضاً ممن تحمل هموم الكثير من ابناء الوطن. السياحة يا سادة يا كرام حزمة متكاملة بدونها لا جدوى لها لان معوقاتها كثيرة خاصة (بمنطقة الهدا) واكيد ان هناك مناطق أخرى يتبعها ما يتبع الهدا، ولكي نصحح مسارات السياحة يجب ازالة العوائق التالية: (1) رخص البناء في الهدا للمشاريع السياحية تمر بولادة متعسرة حتى استلام الرخصة. (2) نسبة البناء (30%) باعتبار ان المنطقة زراعية ولكن الواقع يقول ان المنطقة اجدبت وآبارها هي (مياه مجاري) وهذه حقيقة واقعية وان أغلب اراضي المشاريع اراضٍ صخرية واعتبرت ظناً انها زراعية وان نسبة البناء هذه لا تفي بالعنصر الاستثماري لان جميع هذه المشاريع وفي أحسن الاحوال الاشغال لا يتجاوز فيها (70 يوماً) طوال العام. (3) ارتفاع فاتورة الكهرباء بنظام الشريحة التجارية الواحدة سؤال ما يطبق على المصانع لماذا لا يطبق على المشاريع السياحية لكي تجير لصالح المواطن. وانه بالرغم من دعم المصانع ولكن منتجاتهم هي الأعلى سعراً. (4) اعادة النظر في استخدامات الأراضي من حيث نسبة البناء ورفعها بشكل كامل الى نسبة (50%) لجميع المشاريع السياحية لرفع نسبة المرابحة والمساهمة في خفض القيمة الايجارية لصالح المواطن. (5) تأهيل المنطقة بشبة مياه الشرب ومياه الاستعمالات العامة. (6) تأهيل الطرق الزراعية المهترئة وتنظيمها وانارتها لكي تقدم رسالتها للعالم الأول في السياحة. (7) انشاء سد (حمى النمور) شمال منطقة الهدا لاعادة توطين البيئة الزراعية التاريخية بالمنطقة وتطويرها بشكل عملي واظهار جهود وزارة الزراعة بشكل عملي. (8) تسريع اصدار رخص البناء ووضع آلية عملية ومنطقية واقعية لتشجيع الاستثمار السياحي بصفة موضوعية، وتسريع تحويل الأراضي الصخرية التي يطلب اصحابها تحويل استخدامها الى سكنى واعطاء مرونة كافية وعدم التضييق على المستثمرين، وكان الاجدى انشاء شبكة الصرف الصحي بمنطقة (الهدا) للمحافظة على البيئة الزراعية كما ذكر. (9) الاصحاح البيئي من أهم مقومات السياحة سواء كان (نقل المخلفات، الرش، مكافحة الحشرات، الذباب، البعوض والقوارض). ان ما نقدمه من أفكار او نقد لا نقصد به الا المصلحة العامة ولكن البعض يأخذ هذه الآراء والمقترحات والنقد أمر شخصي وشخصنة هذا الأمر تصب في غير مصلحة الانتاج. سائلاً الله ان يتقبل الجميع النقد بصدر رحب وايجابي خاصة اذا كان ما ينشر يصب في مصلحة الوطن والمواطن. الله أسأل التوفيق والصلاح للجميع .