التوحد من الإعاقات المحيرة التي تهدد أطفالنا وتحول بعضهم من أطفال عاديين إلى أطفال معاقين ولكن يشتد فعل هذه الإعاقة مع البنات دون الأولاد وهذا يظهر بوضوح مع متلازمة الريت فهذه المتلازمة عبارة عن اضطراب عصبي لا يظهر إلا على البنات فقط وهو من الاضطرابات النادرة ويصيب مولوداً واحداً من كل خمسة عشر ألف مولود وتفيد تقارير أولياء الأمور وأطباء الأطفال والمختصين إن الطفلة تنمو بصورة طبيعية من الستة إلى الثمانية أشهر الأولى من عمرها تبدو الطفلة طبيعية تماما متواصلة مع غيرها اجتماعيا وبصريا متآلفة مع المجتمع وفجأة دون سابق إنذار تبدأ البنت في التدهور وتتوقف عن التطور فيقل الالتقاء البصري ويقل الاهتمام بالألعاب والمحيطين بها إلى جانب الجديد من السلوكيات فتعمد إلى جعل اليدين متشابكتين أو لفهما مع تأثر حركة اليدين والرجلين إلى جانب استخدام أساليب غير طبيعية في النمو ثم تتقدم في التدهور السريع في القدرات الإدراكية فتنخفض نسبة الذكاء ويظهر التأخر الذهني الشديد والحاد وتظهر أعراض التوحد بفقد التواصل الاجتماعي وفقد القدرة على الكلام الذي سبق اكتسابه ونشأت الحركات المتكررة والسلوكيات الغريبة وصعوبة الحركة وصعوبة التنفس والنوم، إما الأفراط في التنفس أو كتمانه واضطرابات النوم حوالي 75% منهن والأكثر من ذلك تظهر لديهم نوبات صرع بنسبة تقرب 80%. بعض الحالات يبدأ تحسنها بعد عشر سنوات فيتحسن البعض في مهارات الانتباه والتواصل الاجتماعي وتزداد السيطرة على نوبات الصرع ولكن لا ينتهي محاربة اعاقة التوحد فتتدهور المهارات الحركية للبنات ويفقدن القدرة على التنقل ويحتجن إلى كرسي متحرك ويتقوس العمود الفقري لدى الكثير من البنات وتكون معظم أجسامهن نحيلة ويعانين من سوء التغذية بسبب مصاعب المضغ وبلع الطعام ولن يكتسبن القدرة على استخدام الأيدي أو القدرة على الكلام لمعظمهن حقا إنها اعاقة مؤلمة للبنات معقدة في خصائصها غامضة في أسبابها محيرة في علاجها .