قد يكون من الصعب إجراء مقارنة بين القيمة السوقية لأسهم الشركة السعودية للكهرباء ونظيرتها شركة الاتصالات السعودية إضافة إلى صعوبة المقارنة بين الأرباح التي تصرفها الشركتان لمساهيمهما. لكن من الممكن إجراء مقارنة في مجال خدمات المشتركين وبرامج الدعاية والإعلان وخدمات المجتمع فالواضح أن شركة الاتصالات السعودية قد غطت برامجها الدعائية بالقنوات التلفزيونية ورعايتها للعديد من البرامج التوعوية والأندية الرياضية الكثير ورغم كل ذلك فان نسبة ربحية السهم جيدة وفقا لآراء المحللين الماليين. وفي مجال خدمات المشتركين فلازالت شركة الاتصالات السعودية تتصدر قائمة رضا العملاء وهو مايعكس حالة الاستقرار الإداري الذي تعيشه الشركة وحرصها على أن يكون العميل هو هدفها. غير أننا لازلنا نرى عكس ذلك تماما خلال تعاملاتنا مع الشركة السعودية للكهرباء بدءاً من عملية تقديم طلب الخدمة التي لازالت تسير على الطريقة التقليدية ومروراً بمواعيد الكشف والسداد وإيصال الخدمة وتشغيلها حتى نصل إلى معاناة طلب صيانة الأعطال التي أخذت في التزايد خلال صيف هذا العام. والواضح أن الشركة السعودية للكهرباء وبعض مسؤوليها يعيشون بعيدا عن المشتركين ومعاناتهم مما نتح عنه غياب الثقة بين الطرفين ومن أبرز أسباب غياب الثقة عدم وجود خطط وبرامج جيدة خلال موسم الصيف وبروز البيانات الصحفية المبررة لحوادث الأعطال المتكررة وعدم وجود اعتراف واضح بالخطأ والتأكيد على تلافيه. وان أخذنا على سبيل المثال لا الحصر نسبة الأعطال بمكة المكرمة فإننا لانرى سوى تبريرات صحفية وليس هناك أي تحركات عملية لمعالجة الأخطاء والاعتراف بها ولعل البعض قرأ البيان الصادر عن الشركة مؤخراً عن انقطاع الخدمة الكهربائية عن بعض المشتركين بمكة المكرمة الذي وقع في تمام الساعة الثامنة من صباح الخميس الماضي بمحطة الزاهر وقد بررت الشركة العطل بأنه جاء (نتيجة خروج المحول رقم 2 بمحطة الزاهر بأحمال إجمالية 22 ميجاواط). وأوضح نائب الرئيس للشئون العامة بالشركة عبدالسلام بن عبدالعزيز اليمني نائب الرئيس للشؤون العامة بالشركة (أن الخلل ناجم عن احتراق الكابل الأرضي الموصل للمحول بسبب ارتفاع الأحمال نتيجة زيادة الطلب على الخدمة مما أدى لاحتراق الكابل وتعطل المحول في انقطاع الخدمة عن بعض المشتركين). فهل تكفي مثل هذه البيانات لتبرير أخطاء الشركة أين هي الشركة عن الصيف وزيادة الأحمال؟. وماذا ستعطي مثل هذه البيانات من تعويضات للمواطنين المتضررين؟. وان حملت الشركة مسؤولية الأعطال في محطة الزاهر للمواطنين فهل سيتحمل المواطنون أيضا مسؤولية انفجار المولدات الكهربائية بالشرائع والذي تسبب في انقطاع الكهرباء عن أكثر من 5 آلاف منزل؟. إننا لسنا بحاجة إلى كلمات تبرير نقرأها عبر الصحف والمواقع الاليكترونية فنحن بحاجة لعبارات أخرى بعيدة عن التبرير الصحفي المعتمد على تحميل المواطنين مسؤولية الأعطال بل الحديث عن مشاريع الشركة التطويرية التي يبدو أنها لازالت مشاريع ورقية لم تدخل الخدمة بعد ونأمل أن تجد طريقها نحو الخدمة فلعل المشتركين يستفيدون منها خاصة في الصيف .