كرّم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة مكتبة العبيكان لمشاركتها الكبيرة والهامة في معرض الناشر السعودي الأول، وتقديراً لدورها الرائد في تنمية وتطوير المشهد المعرفي والثقافي والتعليمي السعودي، وتواصل حضورها القوي ومشاركاتها اللافتة في المعارض والملتقيات والفعاليات الثقافية المختلفة، وحصولها على عدد كبير من الجوائز المحلية والإقليمية والدولية، حيث ترعى هذه الأيام معرض أبها للكتاب والحاسب الآلي في دورته الحادية عشرة، والذي يقام على هامش فعاليات مهرجان “أبها يجمعنا”. وتتزامن مشاركة مكتبة العبيكان – المكتبة الأكبر في المملكة من حيث عدد الفروع والانتشار الجغرافي- في معرض الناشر السعودي الأول مع حملة إطلاق معرض العبيكان الدائم للكتاب وتقنية المعلومات الأول من نوعه على مستوى المملكة، والمقام حالياً بمركز الأندلس مول في مدينة جدة، ويحتوي على أكثر من 40.000 عنواناً تعود لأكثر من100 دار نشر محلية وعربية وعالمية، بالإضافة إلى ركن مخفض للكتب، واستمراراً للنجاح الكبير الذي تحققه حملة (اقرأ مع العبيكان) وبرنامج عضوية (نادي العبيكان). وفي هذا الإطار يؤكد الأستاذ عبد الله بن عبد العزيز البطحي مدير عام مكتبة العبيكان أنه وبالرغم من أن فكرة استحداث معرض خاص للناشرين السعوديين ظلت تراوح مكانها منذ سنوات إلا أن مبادرة إطلاق معرض الناشر السعودي الأول في جدة هذه الأيام، جاءت في وقتها لأنها جسدت بحق أحدى أهم الأحداث الثقافية التي تبلور حالة الحراك الثقافي في المملكة، كما إنها تأتي في سياق البحث عن إعادة الهيبة للكتاب السعودي ومنتجات الإبداع والثقافة بمختلف أشكالها وأنواعها على الصعيد الداخلي، ودعم المؤلفين والكتاب والناشرين وصناع المجال في السعودية، وإيصال رسالتهم إلى القراء والمثقفين وعامة الناس في المملكة وزوارها. وأضاف البطحي بأن الكثير من البيانات والمعلومات المؤكدة تبيّن أن الكتب التي تنشر في السعودية أصبحت تجد صدى واسعاً في الكثير من البلاد العربية، وأن عدداً كبيراً من المؤلفين السعوديين نجحوا في لفت الأنظار وكانوا مثاراً للإعجاب خلال الفترة الماضية، خصوصاً على صعيدي الفكر والرواية، إضافة للنمو المطرد للصناعات الأساسية في مجال النشر السعودي، وتشير إلى أن الناشرين السعوديين أصبحوا في السنوات الأخيرة يتفوقون على أقرانهم العرب القدامى العاملين في مجال صناعة النشر والكتاب، موضحة أن أكثر من 50% من إنتاج النشر في العالم العربي يستهلك في المملكة. وأشار البطحي إلى أن حركة النشر بالمملكة قد حققت قفزة نوعية في السنوات الأخيرة في ظل التوسع في استخدام التقنيات الحديثة وزيادة منافذ توزيع الكتاب وإقامة المكتبات والمعارض، مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت زيادة ملموسة في حركة البيع والتوزيع في ظل زيادة وعى المؤلفين والكتاب بأوضاع حركة النشر واتجاهات القراء، مؤكدا على أهمية إعادة الاعتبار لحصة المكتبة المدرسية والقراءة في المدارس والتوسع في افتتاح المكتبات العامة وغرس حب القراءة والبحث العلمي في نفوس الطلاب من سنوات مبكرة. ويتوقع المثقفون والمهتمون بصناعة الكتاب في السعودية أن يكون معرض الناشر السعودي الأول الذي أنطلق برعاية ومتابعة كريمة من محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز وتنظمه الغرفة التجارية الصناعية بجدة بالتعاون مع النادي الأدبي، ويقام بمركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات بمشاركة 80 دار نشر ومكتبة وجهات علمية وأكاديمية أخرى، ويمتد لمدة 12 يوماً تختتم في 14 شعبان الموافق 5 أغسطس الجاري، عرساً ثقافياً حقيقياً للأدب والفكر والمبدعين في شتى مجالات النشر بالسعودية، حيث ينتظر أن يشهد المعرض إقبالا كبيرا في ظل الإعداد والتنظيم الجيد وتميز الفعاليات المصاحبة التي تشمل ندوات ومحاضرات ثقافية وأمسيات شعرية ومعرض فنون تشكيلية يشارك فيه عدد من الفنانين والفنانات ويتضمن 30 عملاً لذوي الاحتياجات الخاصة، وآخر للصور الفوتوغرافية. وعلى هامش المعرض، عزز إعلان عدد مميز من المؤلفين والكتاب السعوديين من بينهم المفكر الإسلامي المعروف الشيخ عائض القرني وآخرين مشاركتهم في حفل (توقيعات الكتب) الذي يجمع الكتاب مع جمهورهم في حوار مباشر يتم خلاله إهداء النسخ الأولى من الكتب، روح التواصل والحوار والنقاش البّناء ما بين المؤلفين وجماهير القراء. الجدير ذكره أن شركة مكتبة العبيكان تأسست عام 1991 م، وتعد اليوم من أكبر دور النشر في العالم العربي والشرق الأوسط، إذ تضم رفوف مكتباتها ما يزيد من (100.000) عنواناً، كما تحتوي على أكثر من (30.000) صنف من الأدوات واللوازم المدرسية ، وقسماً مميزاً لتقنية المعلومات والاتصالات ومستلزمات الحاسب الآلي وخدمات الإنترنت، وابتداء من عام 1995 م دخلت العبيكان مرحلة صناعة النشر مقدمة بذلك مساهمة هامة في تطوير البنى الثقافية والمعرفية على مستوى الوطن العربي، ويبلغ حجم إصداراتها أكثر من (3000) عنواناً تتوزع على أربعة أنساق رئيسية هي : الثقافة العامة ، الكتب الأكاديمية ، الكتب المترجمة ، كتب الأطفال.