خبر يقول عنه البعض ظريفا.. والبعض يسمونه طريفاً.. وأسميه أنا قبيحاً ومقززاً.. ذلك الذي نشرته مجلة سيدني في عددها قبل الأخير تحت عنوان (أقبح كلب في العالم أميركي)!!. وذلك يعني اننا خلصنا من مسابقات الجمال وبدأنا مسابقات الأقبح والأسوأ على مستوى الحيوانات وربما تنطلق أيضاً مسابقات الأقبح حتى بين النساء عوضا عن مسابقات الجمال!!. وقبل أن نسترسل في التعليق على هذه المسابقات دعونا نقرأ الخبر الذي نشرته مجلة سيدتي والذي يقول : (حصد كلب من كاليفورنيا لقب أقبح كلب في العالم للعام 2009م من الكلب راسكال الصيني الذي حمل اللقب على مدى 3 سنوات متتالية.. وقال المسؤولون عن المنافسة في بيان صحفي أن الحكام في مقاطعة سونوما مارين في ولاية كاليفورنيا اعطوا اللقب للكلب (بابست) من سيترس هاتس بدلاً من راسكال الذي كان الأبشع خلال السنوات الماضية). ويتابع الخبر التفاصيل بالقول : (وقال مالك الكلب الفائز ما يلز ادكاست الذي يشارك في المباراة للمرة الأولى انه اختار اسم بابست لأن كلبه يتمتع بوجه منتفخ ومزعج.. واضافوا: ان بابست فاز بسرعة باللقب وتفوق على كل الكلاب المشاركة ونال بابست 1600 دولار 100 عن فئة الغباء و500 عن فئة أصل الكلب وألف دولار عن فئة أبشع كلب في العالم!! وقال الحكم في المباراة براين سوبيل: كنا نبحث عن كلاب قبيحة طبيعياً وبابست استوفى كل الطلبات)!. وقد نشرت المجلة ثلاث صور للكلب الفائز كان فيها جميعها يخرج لسانه وكأنه يسخر مما يجرى حوله.. ومن أصحاب فكرة هذه المسابقة التي تعبر عن فراغ الإنسان وهوسه الطافح وضياع الاحساس عنده مما يجعله يلهث باتجاه كل شيء تافه فتبدو الحياة فارغة من القيم والقيمة!!. وربما اننا سمعنا عن الكثير من المسابقات للجمال شملت الفئران.. والقطط... والقرود.. وغير هذا كثير جداً وعلينا الآن ان نهيىء النفس لمسابقات (الأقبح) بعد أن شبعنا من مسابقات (الأجمل). وأتذكر انني اثناء رحلتي الى (نيوزلندا) ضمن الوفد الإعلامي المرافق لمنتخبنا الذي ذهب الى هناك ليلعب مع المنتخب النيوزلندي قد شاهدت الكثير من مسابقات الجمال ولكن للأشياء الجميلة مثلاً أجمل عصفور.. وأحلى وردة.. وأبهى فراشة.. وهكذا وكان ذلك منسجماً مع جمال نيوزلندا وناسها.. والإنسان بطبعه ميال للالتفاف مع الأشياء الجميلة ذات الحس الرقيق والشهي. لكن لا أتصور أبداً مسابقات (الأقبح) هذه ستنجح أو تلقى الاهتمام من الناس.. كل الناس الذين أصبحوا يركضون كثيراً.. ويتعبون أكثر وهم يحتاجون الى لمسة حب.. وهمسة وفاء وحس مرهف وجميل. آخر المشوار: قال الشاعر: أيها الساهرُ مثلي في الدجَى ليتَنَا نغفو.. فقد ننسى العَذَابَا