الارتباط بين القادة والعلماء في هذه البلاد الطاهرة ارتباط وثيق بل نشأة البلاد وتأسيسها كانت على هذا النهج المبارك ، وهو نهج يعلي قيم الحق والدين ويرسخ من الشريعة الإسلامية الغراء ومبادئها السامية في نفوس أبناء هذا الشعب الكريم ولذلك كانت هذه البلاد قدوة لغيرها كيف لا وهي مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين والتواصل بين قادة البلاد وعلمائها نهج اختطه القائد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه واستمر عليه من بعده أبناؤه البررة إدراكاً من القيادة أن مسيرة الحق تستمد قوتها من علماء الأمة ولهذا كانت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أمس لافتتاح مبنى مكتب سماحة المفتي العام للمملكة بمحافظة الطائف تجسيداً لهذا التواصل والترابط الذي يصب في مصلحة الأمة بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ، وما أسعد الأمة عندما تحتكم إلى كتاب الله وما يعنيه ذلك من عدل وأمن وهو ما نلمسه في واقع هذه البلاد التي أصبحت دوحة يستظل بها كل مواطن ومقيم وزائر وتتجلى نعمة الأمن والأمان أكثر في مواسم الحج والعمرة ، حيث يتوافد المسلمون بالملايين ويرجعون سالمين غانمين إلى بلدانهم محفوفين بالرعاية والعناية منذ لحظة قدومهم وحتى لحظة مغادرتهم ، هذه بلاشك نعمة من النعم الكبرى نجني ثمارها بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل المرجعية الأساسية التي تستند عليها بلادنا في كل شؤونها وهي كتاب الله الكريم والسنة المطهرة. وبحق فإن الارتباط بين القيادة والعلماء يجعل الأمر يتسبب في استقرار الأمور وانتظامها وصلاح الاحوال ويقطع خط الرجعة على كل المفسدين والمتربصين بهذه الأمة الذين يريدون الحاق الضرر بها. وفي وقت تواجه فيه البلاد مخططات ارهابية تنطلق من مفهوم خاطئ للإسلام من المنحرفين فإن العلماء هم أولى من يبينون الحقائق ويوضحون الإسلام الصحيح الذي يريد أولئك المنحرفون تشويهه ولقد قام العلماء بدورهم في ذلك ولازال منتظراً منهم الكثير في انقاذ شبابنا من الانحراف الفكري وخطره.