فيما حذر من واقع صارخ بالجنس والشهوة أكدَ الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش الأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية أن هناك “أربعة أسباب للفوضى الجنسية التي نراها اليوم وهي الفراغ بسبب الترف الذي نعيشه، والإعلام المهيج للغرائز، وضعف الإيمان في النفوس، وتضييق سبل الحلال”. وطالب الدويش الداعية الإسلامي المعروف بأن ينتبه الآباء إلى مشكلة الجنس في حياة الأبناء. وقال: كأني بالبعض طأطأ رأسه حياءً أو استنكارًا، فارفع أخي رأسك، وشخص بصرك؛ لترى الحقيقة، فإلى متى ندس رؤوسنا، ونغمض عيوننا، عن مثل هذا الموضوع الهام، باسم الحياء تارة، وباسم الورع تارة، وباسم العيب والتقاليد تارة، وهكذا..حتى انتشرت النار في الهشيم، فاحترقت القلوب، واشتعلت النفوس، وانفجرت براكين العواطف بلا ضوابط ولا توجيه، ولا متابعة أو مراقبة. وأضاف الدويش: ليس هذا الكلام بدعًا، فقط تأملوا في الأرقام والإحصائيات للقضايا في المحاكم والهيئات، كم نسبة الجرائم الأخلاقية، ما مدى انتشارها بين الشباب من الجنسين؟ تأملوا في الأعداد في دور الرعاية، وسجون النساء، تأملوا في حجم البرامج الغثائية الفضائية والتي مدارها على الشهوة والنساء، والحب والغناء، دون أي مراعاة لدين أو أخلاق، تأملوا في حجم المبيعات لمجلات العشق والغرام، وروايات الحب والجنس. تأملوا في حجم المبيعات لأشرطة الغناء الماجن التي تُشعل نار الشهوات. بل إنني أدعو الكثير من الآباء إلى أن يتأملوا وأن يُرجعوا البصر مرات وكرات في أحوال أبنائهم وبناتهم وما عندهم من الكتب والمجلات، والأشرطة والألبومات، وأجهزة الحاسوب والجوالات، ففي البيوت أسرار، لا يعلم بها إلا الواحد القهار. وقال الدويش: هل أحدثكم أيها الآباء عن أعداد الصور والأفلام والمجلات التي جُمعت في يوم واحد فقط من إحدى مدارس البنات؟ هل تعلمون أيها الآباء حقيقة ما يجري الآن من إعجاب وحب وعشق بين الفتيات أنفسهن؟ وما يجري بين الشباب بعضهم لبعض؟ هل يعلم الآباء حجم العنوسة في بيوت المسلمين؟ حتى أن الكثير من فتياتهم وأولادهم يصرخون متى يكون الزواج؟ لماذا آباؤنا يردون ويرفضون؟ إننا نخشى على أنفسنا؟ ونصارع شهواتنا؟ إننا نموت كل يوم بين الحياء ونداء الفطرة، وبين واقع صارخ بالجنس والشهوة؟؛ أتمنى -أيها الوالد العزيز- لو تفرغت قليلاً وأرعيت سمعك للهمسات، في عالم الشباب والفتيات، لسمعت العجب العجاب، ولعرفت حجم المشكلة، وخطرها الشديد، (أفلام وروايات، وغناء وبلوتوثات، وإعجاب ومعاكسات، وجرأة على الأعراض، ولواط واستمناء، وإجهاض وزنا) والأمر واضح لكل عاقل لبيب، ويحتاج من الجميع التنبه والجدية في العلاج، والتوجيه الشرعي الصحيح لمشكلة الجنس والشهوة، فشهوة الفرج نعمة وفطرة جعلها الله في النفس الإنسانية، وفيها مصالح كثيرة، وهي نقمة ومدمرة متى انحرفت عن مسارها، فخطر الطاقة الجنسية قد يكون في نهاية الأمر أكبر من خطر الطاقة الذرية والنووية والجرثومية، فسيطرة الجنس وشبقه وسعاره، بركان ثائر يؤدي إلى تدهور المجتمعات، وهدم الأسر والبيوتات، وتمزق النفسيات، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: (لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا). وها هو طاعون العصر مرض الإيدز صرعاه بالملايين على مستوى العالم كله، ولم يستطع الأطباء بكل تقنياتهم ومخترعاتهم أن يقفوا على حقيقته، أو أن يجدوا علاجًا له، وهاهي أمراض الجنس القاتلة كالزهري والسيلان والهربس وغيرها، تفتك بالمجتمعات، دون معتبر أو متدبر، وها هم المسلمون في كل البلاد يتعرضون كل ليلة للقصف الجنسي من الغرب الكافر، والذي يعيش جنونًا جنسيًّا محمومًا، جاء في بروتوكولات حكماء صهيون :”يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا..إن فرويد منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الأكبر إرواء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه”. وهاهم الكثير منا يستخدمون وسائل التقنية بغرائزهم لا بعقولهم، والعشق والحب والغرام من أهم القضايا التي تروجها وسائل الإعلام، بل لا يكاد يعرض فيلم إلا ويتحدث عن العشق والحب، ولا يكتب شعر أو رواية إلا عن الحب، ولا تطرح مشاكل وهموم إلا مشاكل العشاق وهمومهم، حتى غدا الجنس الشغل الشاغل للبعض من الرجال والنساء بحد سواء، فتعطلت عند البعض منابع الإيمان، واستيقظت فيه نوازع الشر وخطوات الشيطان، فأصبح لا هم له إلا فرجه، يُخطط ويحتال، يتسكع في الأسواق وعند مدارس البنات، ويتلصص في الليل لينتهك حرمات البيوت، كل ذلك من أجل لذة لحظة كان يمكن أن يقضيها بالحلال، وأن يستمتع بها وبأجرها.