من اللافت للنظر تعدد حالات الطلاق بشكل لا يمكن تجاهله خاصة بين أوساط المتزوجين من الشباب والشابات والحقيقة أن هناك العديد من العوامل المسببة لانتشار هذه المشكلة الاجتماعية ذات الابعاد النفسية والسلوكية ومنها: الجهل بأمور الحياة الزوجية بين أوساط المتزوجين حديثا حيث يتربع على قائمة الأسباب فهنالك فئة تقبل على الزواج كأي حدث حياتي كمن يدخل كلية بعينها ثم لا يلبث ان يرى ما هو حسن منها أو كمن ملك سيارة من نوع معين ثم رأى انها اصبحت موضة قديمة ومنهم وللأسف من يعتقد ان الزواج كموضة وتسريحة شعره أو ديكور يغيره متى شاء. والأمر هنا ليس مقصوراً على الشاب وانما كذلك الفتاة. وأمثال هؤلاء الطلاق لديهم أسرع الحلول، والحقيقة انهم كثرة في هذا الزمن. كما ان هناك فئة أخرى لا تستطيع التفريق بين الحياة الزوجية وحياة العزوبية فبعد شهر العسل تتكشف الحياة الزوجية على حقيقتها من وجهة نظرهم وانها حياة مملة وحياة التزام ولم تعد الحرية كما كانت أيام العزوبية وبالتالي ترى أفراد هذه الفئة يعودون لسلوك الحرية قبل الزواج من السهر خارج المنزل والسفر مع شلة الأنس ومنهم من قد يعود لسلوكيات شاذة كان يمارسها قبل الزواج دونما اي اعتبار لدين ومن ثم لزوجة في المنزل ومن هنا تبدأ الخلافات الزوجية والتي سرعان ما تنتهي بالطلاق. كما أن دور القنوات الفضائية من خلال المسلسلات الهابطة والماجنة فهي تلعب دوراً لا يستهان به في تصدع العلاقات الزوجية والمنتهية بالطلاق. وهنا ينتهي دور القناة وتنتهي المسلسلة ويموت بطل الشر وتبدأ معاناة المطلقة. كما ان الأهل لهم دور في نشأة الخلافات الزوجية ومن ثم الطلاق خاصة في ظل جهل مستحكم وعادات بالية تتعارض والدين الحنيف ولغة العقل والمنطق، والفتاة والشاب هما من يدفعان فاتورة الطلاق. كما أن المجتمع بعادات معينة قد يسهل حالات الطلاق بطريق مباشر وغير مباشر في بعض الاحيان. وقد شرع الطلاق في ديننا الحنيف لحكمة وذلك عندما تكون الحياة الزوجية مستحيلة وهنا الطلاق هو الحل وغدا إن شاء الله سوف أواصل الحديث عن مشكلة الطلاق.