نوه رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل بالزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لمقر المدينة في الرياض يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر 1430ه , وعدها تتويجاً لجهود المدينة في المراحل السابقة, ومنطلقاً نحو مرحلة جديدة تشهدها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المستقبل لتحقيق أهدافها في التطوير والاستثمار في المنظومة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار لتعزيز بناء مجتمع قائم على المعرفة بما يخدم التنمية المستدامة ويسهم في نمو الاقتصاد المعرفي في المملكة. وقال الدكتور السويل في كلمة استهل بها التقرير الخاص الذي صدر عن مدينة الملك عبدالعزيز بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين للمدينة “ إن هذه الزيارة والرعاية تجسيد للاهتمام الكبير والدائم الذي تلقاه المدينة من خادم الحرمين الشريفين رئيس الهيئة العليا للمدينة بكل مأمن شأنه أن يسهم في دفع عجلة التقدم والنمو والازدهار في المملكة وبخاصة في مجال العلوم والتقنية . ورصد التقرير بالكلمة والصورة الفوتوغرافية جولات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المعاهد والمراكز العلمية في المدينة. كما تضمن شرحاً لمهام وأهداف تلك المعاهد والمراكز ودورها في خدمة البحث العلمي وتوطين التقنية العلمية. ولفت التقريرً النظر إلى أن السياسة الوطنية للعلوم والتقنية التي يركز عليها عمل المدينة بشكل كبير تتضمن عشرة توجهات استراتيجية تشمل الرؤية الشمولية لتطوير منظومة العلوم والتقنية والتعليم والتدريب وقدرات البحث العلمي وأولويات البحث العلمي والتطوير والتقنية وتعزيز وتطوير وتنويع مصادر الدعم المالي ونقل وتوطين وتطوير التقنية والابداع والابتكار والتنظيم والإدارة والتعاون العلمي والتقني والمعلومات. وأوضحت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أنه تم رصد ثمانية مليارات ريال لتنفيذ برامج ومشروعات الخطة الخمسية الأولى للعلوم والتقنية والابتكار التي تشمل برامجها العلوم والتقنية والمجتمع وقدرات والبحث والتطوير وتوطن التقنيات والموارد البشرية العلمية والتقنية والهياكل المؤسسية للعلوم والتقنية. وفيما يتصل بمركز التطوير التقنية بينت المدينة أن المركز يسعى إلى تعزيز وتشجيع التطوير التقنية والتوجيه نحو استثمار أوجه نشاط البحث العلمي بشكل تجاري في المملكة. ويعمل المركز على إعداد وتنفيذ برامج متعلقة بإدارة المعرفة ونقل وتوطين وتطوير التقنية بالتعاون مع القطاع الحكومي والجامعات والقطاع الصناعي بمايسهم في تكوين منظومة الابتكار الوطنية للمملكة والنشاط الملائم لها. وفي ترجمة عملية لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين للاهتمام بالمخترعين والمبتكرين أنشأت المدينة حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات لتسهم في تقديم المساندة الفنية والإدارة والتمويل والمشورة العلمية لكل من يملك فكرة أو اختراع أو ابتكار معين حتى يخرج للنور. وأسهمت حاضنة “ بادر “ خلال المرحلة الماضية في خروج عدد من المشاريع الصغيرة إلى النور بعد احتضانها لفترة وتقديم الدعم اللازم لها ومن بينها خدمة / ودي / الذي وصفته المدينة بأنه بوابة لخدمات معلومات يمكن الحصول عليها في وقت واحد. ومن بين المشاريع الناجحة لحاضنة بادر المركز السعودي لثقافة الاختراع وموقع مكشات على شبكة الأنترنت الذي بلغ عدد مشتركيه أكثر من 114 ألف مشترك وهو خاص بمرتادي المناطق البرية وهواة الرحلات البرية. ومن بين الأقسام التي زارها خادم الحرمين الشريفين قسم الملكية الصناعية الذي يتضمن براءات الاختراع والتصميمات التخطيطية. وبينت المدينة في هذا المجال أنها أنهت مؤخراً فحص 12444 طلب براءة اختراع أي ما يعادل 87 في المئة من إجمالي عدد الطلبات المقدمة لها منحت على إثرها مايقارب 3 ألاف براءة اختراع معظمها لشركات أجنبية يمكن استغلال نتائجها داخل المملكة. كما فحصت المدينة 1055 نموذجاً صناعياً منح على إثرها 678 شهادة نموذج صناعي. وأفاد التقرير أن الملك المفدى اطلع خلال زيارته للمركز الوطني لبحوث المياه على نماذج لمنتجات نانومترية من خامات محلية تستخدم في تقنية المياه من الشوائب. وتطرق إلى معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء والدراسات والمشاريع البحثية التي يجريها باحثون متخصصون في مجالات الجيوفيزياء والفلك والبترول والغاز ، ومن ذلك تطوير طريقة لاستكشاف البترول في الرمال الكثيفة مما نتج عنه عدد من براءات الاختراع. وأشار إلى تنفيذ المعهد بعض المشروعات في مجال البترول والجيوفيزياء التي استفادت من نتائجها شركة أرامكو السعودية إضافة إلى شركات البترول والغاز الأخرى وبعض القطاعات الحكومية والأكاديمية ، ومن بين تلك المشروعات مشروع لتطوير المسح الراداري الاختراقي لقياس سمك الكثبان الرملية في المملكة ، وتحديد ضغط التشبع بالغاز للزيت الخام باستخدام برامج حاسوبية ، فضلا عن خدمات المعهد في مجال رصد الأهلة والظواهر الفلكية. وقدم التقرير لمحة موجزة عن جهود معهد بحوث البترول والصناعات البتروكيماوية في إنتاج الوقود النظيف الخالي من الملوثات مثل الكبريت والنيتروجين ، ومشروع إنتاج حفازات على مستوى النانو. ومن ضمن المشروعات التي طورها الباحثون في المعهد وحدة خاصة لقياس فاعلية الحفازات باستخدام ستة مفاعلات وأحيانا قد تصل الى أكثر من عشرة مفاعلات , ومشروع لتدوير النفايات البلاستيكية والحصول من خلاله على حبيبات يستفاد منها في تطبيقات عديدة مثل صناعة البلاط وإنتاج مواد عازلة للحرارة. كما يعمل المعهد على تطوير وحدات وطرق صناعية منها وحدة لفصل مركبات الكبريت من وقود الديزل باستخدام السوائل الايونية ، والحصول على تقنية مطورة لتحضير مواد محفزة لتحويل زيت البترول الثقيل إلى مواد بتروكيمائية خفيفة. كما قدم لمحة عن مشاريع معهد بحوث الحاسب والالكترونيات بمعالجة اللغة العربية ، ومن أهمها مشروع مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي الذي يهتم بزيادة المعلومات باللغة العربية على شبكة الأنترنت ، ومشروع المدونة العربية والمعجم الحاسوبي التفاعلي ، ومشروع كتب التقنيات الاستراتيجية ، ومشروع توثيق الإنتاج الفكري الوطني إلكترونيا.