يتواصل العمل يوميا في موقع سوق عكاظ من أجل نحت( 5)عبارة من بينها أبيات شعرية من معلقات (امرؤ القيس والأعشى والنابغة الذبياني وعمرو بن كلثوم ) وعبارات إرشادية لمرافق السوق باللغتين العربية والإنجليزية وشعار سوق عكاظ على صخور الجرانيت والتي تم جلبها لموقع السوق من مواقع شتى من المحافظة من أجل أن تكون بديلا للوحات الإرشادية التقليدية . وأوضح رئيس لجنة الفنون التشكيلية بفرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف النحات محمد الثقفي أن العمل بدأ في نحت العبارات والأشعار وشعار سوق عكاظ على الصخور التي سيتم نثرها في موقع السوق من قبل خمسة من الشباب مجيدي فن النحت مشيرا إلى أن العمل على الرغم من مشقته إلا أن الشباب الذين يقومون بعملية النحت كانوا يستمتعون بهذا العمل التاريخي الذي سيخلد عملهم ما بقي سوق عكاظ . وبين أن العمل بدأ باختيار صخور الجرانيت لتوافقها مع الطبيعة الجغرافية للمنطقة أولا ثم الحفر عليها يبقى خالدا ولا يزول بعوامل التعرية مشيرا إلى أن الصعوبة تكمن في كتابة أبيات الشعر وتستغرق وقتاً وجهداً كبيرين من قبل النحاتين. وأفاد أن العملية تبدأ بكتابة العبارات بالخط العربي (الكوفي الحديث) على الصخور ثم البدء بنحتها موضحا أن أدوات النحت قد أسهمت في تسهيل المهمة للنحاتين. وأضاف أن الصخور التي يتم النحت عليها كبيرة جدا وقد يحتاج الأمر لرافعتين من أجل تحريك الصخرة الواحدة منها لنقش العبارات عليها والتي تعد الفكرة الأولى التي تنفذ في السوق لافتا إلى أنه بمثابة تخليد لفن النحت الحديث وتسخيرا له لإعادة بريق سوق عكاظ التاريخي على الصخور في منظر جمالي يجمع بين أصالة الماضي ورؤية السوق الحديثة . من جانبهم أشار النحاتون المشاركون في العمل مع رئيس اللجنة إلى أن هذا العمل تاريخي ومكسب لكل نحات وتخليد لإبداعاته . فقد أوضح الفنان التشكيلي والنحات فهد القثامي أنه نال شرف الفوز بالجائزة الأولى لسوق عكاظ في الفن التشكيلي في دورته الثانية العام الماضي ونال هذا العام شرف المشاركة في نقش عبارات السوق على صخور الجرانيت مشيرا إلى أن هذا العمل يعد مساهمة وطنية وتخليداً للإبداع يتمناه كل فنان فيما بين النحات سامي القثامي والنحات صالح الثمالي أنهما يشاركان لأول مرة في عمل وطني تاريخي بهذا الحجم وأنهما يواصلان العمل يوميا لنحو 17ساعة وذلك من اجل إنجاز العمل قبيل موعد افتتاح السوق بوقت كاف . من جانبه أكد عضو جمعية الثقافة والفنون صديق حسن أن مشروع نقش العبارات الإرشادية ومسميات الجادة وشعار السوق والأبيات الشعرية على الصخور والاستغناء عن اللوحات التقليدية سيكون له أثر في إضفاء الطابع التاريخي والأثري لسوق عكاظ . وقال : إن إنجاز عمل بهذا الحجم وفي مثل هذا الوقت يعد إنجازا كبيرا وخاصة إذا علمنا أن العمل عبارة عن نقش على حجر ، وأجمل ما في هذا النقش والمحفز لمن يقوم به أنه سيبقى ما بقي الدهر وسيكون تخليدا لجهود من سيقوم به. من جهتها وفرت بلدية محافظة الطائف كافة الإمكانات البلدية المتاحة للمشاركة الفاعلة في تهيئة سوق عكاظ وتذليل أي عقبات لإنجاح مهرجان السوق في دورته الثالثة والذي تنطلق فعالياته خلال الأيام القليلة القادمة . وأوضح رئيس بلدية المحافظة المهندس محمد بن عبد الرحمن المخرج ان هذه المشاركة تأتي امتداداً لمشاركة البلدية بالتعاون مع محافظة الطائف لتهيئة وتطوير سوق عكاظ التاريخي خلال الدورة الماضية دعما لقطاع السياحة بهذه المحافظة . وأكد أهمية التعاون البناء مع مختلف الجهات ولجان العمل حتى تتحقق الأهداف المنشودة بإذن الله ،منوها بالرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمهرجان السنوي لسوق عكاظ وبالدعم المستمر والاهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة لهذا السوق التاريخي الثقافي ووقوفه الشخصي على كافة الاعمال المنفذة وبمتابعته الدؤوبة لسير العمل بالمراحل المختلفة مما أزال الكثير من العقبات وسهل أعمال تجهيز السوق. كما نوه بدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لسوق عكاظ والمشاركة المهمة للهيئة في فعاليات السوق لافتا إلى سعي الهيئة إلى تأهيل مطورين رئيسيين لتطوير موقع السوق في مشروع ضخم سيحدث نقلة تنموية وسياحية مهمة للطائف حيث تهدف الهيئة إلى تحويل سوق عكاظ إلى وجهة سياحية ذات طابع ثقافي وترويحي يتضمن العديد من الاستخدامات والأنشطة الأخرى . وقال: إن البلدية عملت في سوق عكاظ منذ وقت مبكر ولاتدخر وسعاً في سبيل تهيئة كل مامن شأنه انطلاق المهرجان في الوقت المحدد وبالشكل الذي يتناسب وأهمية الموقع ومكانته. وأبرز المهندس المخرج الجهود التي بذلت من قبل البلدية خلال السنوات الماضية والجهود الحالية والتي تمثلث في اعمال الزفلتة وإيصال طريق يسهل على المرتادين الوصول إلى السوق ، وأعمال الإنارة بالموقع ، وأعمال الأرصفة والتشجير بالإضافة إلى الاعمال التخطيطية لتطوير الموقع وأيضا الخدمات المقدمة للزوار مؤكدا أن مشاركة البلدية لن تتوقف عند حد معين بل ان جميع إمكاناتها موضوعة لإنجاح المهرجان.