احتل العنف الصحي المرتبة الأخيرة في ترتيب أشكال العنف الأسري في المجتمع السعودي وفق نتائج أحدث دراسة ميدانية أنجزها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية. وقال باحثون بمركز رؤية: إن نتائج دراسة ميدانية على مستوى المملكة أنجزوها مؤخراً بعنوان (العنف الأسري - المظاهر والأسباب والنتائج وطرق المواجهة) أوضحت اتفاق كافة الفئات العمرية لعينة الدراسة على رفض العنف الصحي مما يؤكد أن المجتمع يرفض هذا النوع من العنف لتنافيه مع القيم الإنسانية والسماحة الدينية وجهود المملكة البارزة في مجال الرعاية الصحية التي تقلل من فرص لجوء الأفراد إلى ممارسة العنف الصحي ضد ضحاياهم. وبالنسبة لانتشار أشكال العنف الأسري تبعاً للحالة التعليمية لأفراد العينة ، قال باحثون بمركز رؤية للدراسات الاجتماعية: إن النتائج أوضحت أن العنف اللفظي احتل المرتبة الأولى في تقدير ست فئات من الفئات السبع وهي فئة ( قراءة وكتابة)، و(ابتدائي)، و(متوسط)، و(ثانوي)، و(جامعي)، و(فوق الجامعي)، بينما احتل المرتبة الثانية في تقدير فئة واحدة هي الفئة الخاصة بالأميين. كما يتضح أن هناك شبه اتفاق على العنف الصحي في احتلاله للمرتبة الأخيرة حيث احتل هذه المرتبة لدى خمس فئات هي (يقرأ ويكتب، ابتدائي، ثانوي، جامعي، فوق الجامعي) بينما احتل المرتبة السابعة لدى (متوسط) والخامسة لدى (الأميين). وبرؤية تحليلية لترتيب أشكال العنف حسب الفئات العمرية لأفراد العينة يتضح أن العنف اللفظي قد احتل المرتبة الأولى من استجابات العينة على مختلف أعمارها، وهذا دليل على انتشار هذا النمط من أنماط العنف في تصور جميع الأعمار بما لا يدع مجالاً للشك في أنه أكثر الأشكال انتشاراً بالمملكة ، وهو ما يتطلب تدخلاً من الجهات المعنية للحد من انتشار وتأثير هذا النمط ، والذي يعد سهلاً من حيث ارتكابه وأحياناً قد لا يتعرض مرتكبوه للعقاب الاجتماعي أو القانوني غير أنه قد يترتب عليه عواقب وخيمة. هذا وقد غطت الدراسة جميع مناطق المملكة بحيث تألف المبحوثون من عدة فئات لكل منها خصائص متميزة لخدمة أهداف الدراسة منها 1900 مفردة من المترددين والمترددات على مراكز الرعاية الصحية الأولية تم جمع البيانات منهم عن طريق الاستبيان ، و 50 عينة من الخبراء والخبيرات عن طريق المقابلة ، و 90 عينة من ضحايا العنف من الجنسين من مختلف الفئات العمرية ليصبح مجموع مفردات الدراسة 2040 مفردة.وتجدر الإشارة إلى أن مركز رؤية للدراسات الاجتماعية ومقره مدينة الرس بمنطقة القصيم ، هو مركز غير ربحي ، يقدم حلولاً عملية ، لتنمية المجتمع من خلال بحوث منهجية متعددة الجوانب تتميز بتأصيل شرعي.