تصاعدت الانتقادات الموجهة إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قبل يومين من الانتخابات الرئاسية، حيث هاجم منافسه الرئيس السابق للبرلمان مهدي كروبي سياسة نجاد الخارجية الاقتصادية، بينما اتهمه رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني بالكذب والتلفيق. وقال كروبي إن سياسات نجاد كانت بعيدة عن الحكمة وجلبت الكثير من المشكلات للبلاد، وأكد في مقابلة بثتها قناة العالم الإيرانية أنه يريد في حالة وصوله السلطة خفض جدار عدم الثقة بين بلاده والولايات المتحدة واصفا رئيسها باراك أوباما بأنه مختلف عن سلفه جورج بوش الذي كان يعزز القطيعة بين البلدين. كما تحدث عما وصفه بمشاكل جدية في اقتصاد البلاد خلال سنوات حكم نجاد، في مقدمتها ارتفاع معدلات التضخم والبطالة إضافة إلى تضرر الكثير من المجالات الاقتصادية بسبب السياسة الاقتصادية الخاطئة للحكومة. في الوقت نفسه، أكد كروبي تمسكه بالحقوق النووية لكنه انتقد سياسة حكومة الرئيس حيال هذا الملف قائلا إن الضغوط التي تتعرض لها البلاد بهذا الشأن هي في الأصل من تبعات سياسة نجاد الخارجية ومواقفه غير المحسوبة التي تدخل إيران في مشاكل هي في غنى عنها.وكان رفسنجاني شن هجوما شديدا على نجاد واتهمه بالكذب والتلفيق، داعيا مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي إلى التدخل لضمان نزاهة الانتخابات الرئاسية التي ستجرى غداً الجمعة.وقال كذلك في رسالة بعث بها إلى خامنئي ونشرتها وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء (إن ملايين الإيرانيين شاهدوا الأكاذيب والتلفيقات التي أدلى بها أحمدي نجاد في مناظرة الأسبوع الماضي مع منافسه مير حسين موسوي، وأتوقع منكم التدخل لمنع حدوث فتنة داخلية خطيرة).وأشارت الرسالة إلى أن مكتب رفسنجاني قدم طلبا إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون للرد على اتهامات نجاد التي وردت في المناظرة، إلا أن المؤسسة أجلت الأمر إلى ما بعد الانتخابات.وكان الرئيس الحالي قد اتهم رفسنجاني في المناظرة بأنه جزء من تحالف سياسي يدعم موسوي، ويسعى إلى منع إعادة انتخابه في التصويت الذي سيجري الجمعة. وفي السياق انتقد 14 من كبار رجال الدين بمدينة قم الرئيس وعبروا عن القلق لأن صورة إيران (تضررت) نتيجة لهذه المناظرة، وقالوا في بيان نشرته وكالة مهر إن توجيه الاتهام إلى أشخاص ليسوا موجودين بتلك المناظرة ولا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم هو عمل ضد الدين.