كثيرة هي مناسباتنا والتي نقدم فيها وخلالها مالذ وطاب، وبعضنا يبالغ فيما يقدمه رغم محدودية الضيوف، هذا الخير وهذه النعمة لا تتوفر في كثير من بلدان العالم بل إن هناك وفي البلدان المتطورة فئة من البشر لا تجد لقمة عيش، بل لا تجد كسرة خبز تأكلها والبعض في البلدان الفقيرة يقاتلون الناس مما يوضع في براميل الزبالة، وبعضه قد يمر عليه يوم أو يومان أو ثلاثة لا يجد (فتات خبز) يمضغها ويعيد مضغها لكي يشعر نفسه بأنه يأكل، وبعضنا والحمد لله على نعمه يرفل في أنواع كثيرة من الخيرات فواكه أشكال وألوان ، أنواع أرز من مختلف بلدان العالم .. أجبان مختلفة فالحمد لله رب العالمين. دعيت مرة لدى صديق أنعم الله عليه بمنزل فخم فيه الراحة وأدوات الراحة ووصلت إلى منزله الذي كان مشرقاً ذاك المساء بكل (لمبة) فيه وما أن دخلت إلا ووجدت أن الضيوف لا يتجاوز عددهم (العشرة) فقلت لعل هناك المزيد منهم.. وماهي إلا دقائق ورحب بنا في صالون آخر تتوسطه طاولة طعام تتسع لخمسين كرسياً على كل جانب 25 كرسياً وقد وضع عليها طعام يأكله أكثر من (70) شخصاً من (الأكيله) فقلت الحمدلله على النعمة وبدأنا أماكننا على تلك الطاولة وما هي إلا أقل من ساعة وانفض جلوس المائدة وبقى من الطعام الكثير الذي لم (يمس) غير الذي تم الأخذ منه دون أن تلمسه الأيدي.. فأخذني الفضول وأردت أن أعرف أين سيكون مصير هذا الخير كله وكيف سيتم التصرف فيه ، فأخذت أتجول في الشرفة المتاخمة لصالة الطعام أراقب العمالة وهي تحمل الطعام الزائد والآخر الذي لم يمس ويضعونه بجانب براميل الزبالة بعد أن أخذوا هُمْ منه ما يريدون ووضعوا على الأرصفة أكلا يشبع الكثير والكثير من الجياع والمحرومين .. منظر أساءني جداً فهمست في أذن (مضيفي) وقلت الأكل الزائد جزاك الله خيراً ألا ترى أن يذهب إلى من يحتاجه وينتظره من المساكين والفقراء فما كان منه إلا أن رد علي قائلاً: (يا سيدي فقراء الزمن هذا لا يريدون طعاماً بل يريدون مالاً) ثم أردفت قائلاً: قد يكون كلامك صحيحاً ولكن هناك جمعيات ومؤسسات جندت نفسها في خدمة أخذ هذا الطعام والقيام تطوعاً بتوزيعه على المحتاجين، فقال: لا أعرف هذه الجمعيات ولم أسمع بها فأخرجت أحد أرقام هذه الجمعيات والذي وصلني من أخ عزيز وأعطيته إياه.. وفعلا أمر عماله بأن يوضع الزائد الذي لم يمس حتى وصل أحد أفراد هذه الجمعية بسيارته الكبيرة وقام بأخذه عندها أحسست براحة نفسية كبيرة. أن من هذا المنطلق أرى أن نساهم جميعاًَ في فعل الخير ونشر المعروف.. وأدعو أن نهتم بأرقام هذه الجمعيات الخيرية أو الأفراد ولا نتجاهل أرقامها التي تصلنا على هواتفنا المحمولة أو إيميلاتنا وأن نمررها لبعض وأهيب بكل فرد فينا يعرف مثل هذه الجمعيات أن يُعرف الجميع بأرقامها كرسالة جميلة للآخرين حتى تنتشر.. ويعم الخير بنشرها .. كما وأنني أود أن تقوم صحفنا المحلية وفي الصفحة الأولى (أعلى) بوضع أرقام هذه الجمعيات التي نذرت نفسها ورجالها الذين إستخاروا هذا العمل الخيري الجميل حتى يراه الجميع عندما يقرؤونه ، كما وأنني أطالب قنواتنا المحلية أن تظهر أرقام هذه الجمعيات أو الأفراد كشريط إعلاني عند بث برامجها حتى يراها المشاهد أينما كان ويلتقطه ويبدأ في التعامل معه في حالة وجود طعام زائد لديه . إنها نعمة والله إن حافظنا عليها بقت ودامت، وأن أسرفنا ورميناها على الأرصفة وبراميل القمامة، ذهبت عنا وفقدناها.