أكدت الدكتورة منال محمد شمس إستشارية طب الأسرة والمجتمع بالرعاية الصحية الأولية بجدة ، على الدور الذي تبذله شركات القطاع العام والخاص في إنجاح (بطلت التدخين) هذا البرنامج التوعوي الخاص بالإقلاع عن التدخين ، على رأسها وزارة الصحة بعيادات الإقلاع عن التدخين المنتشرة في منطقة مكةالمكرمة ، حيث أن الأبحاث العلمية الحديثة أكدت أن التدخين أحد الأسباب الرئيسية المرتبطة بحدوث الوفاة في مختلف أنحاء العالم ومن ضمنها المملكة العربية السعودية حيث تشير التقديرات إلى وفاة 30 ألف مدخن في سنة 2008 بالمملكة كنتيجة مباشرة للتدخين. وأشارت الدكتورة شمس أنه وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية فقد تم تصنيف التدخين كإدمان يستوجب العلاج والمساعدة، مشيرةً إلى أن تكلفة علاج الأمراض الناتجة عن التدخين في السنوات الاخيرة باهظة جداً إذ وصلت إلى 12 مليار ريال سعودي, وتستنزف الكثير من ميزانيات الرعاية الصحية مما يزيد من الأعباء الإقتصادية على الجهات الطبية وعلى الدولة بشكل عام. وأضافت من هنا كان لا بد من وضع استراتيجية واضحة لهذه العيادات حيث اعتمدنا على بروتوكول خاص وموحد تم وضعه بإشراف الدكتورة نهى دشاش بناء على بحوث ودراسات علمية وأدلة إرشادية سريرية لكي تكون آلية العلاج واحدة في جميع العيادات على حد سواء واستطردت قائلة (نحن في لجنة التثقيف الصحي نهدف إلى خلق مجتمع يتمتع بالوعي الصحي)، وأشارت إلى أن لجنة التثقيف الصحي نجحت في عمل شبكة متكاملة تربط الجهود وتوحدها بين القطاعين للوصول للهدف المنشود . وكانت فعاليات حملة مكافحة التدخين قد بدأت في الرد سي مول - جدة - بحضور الدكتور سامي باداوود، مدير الشئون الصحية بمحافظة جدة وبرعاية من وزارة الصحة ولجنة التثقيف الصحي بالاضافة الى المركز الطبي الدولي وشركة فايزر للأدوية ومجموعة صيدليات النهدي. وتتضمن الفعاليات اطلاق برامج توعية خاصة وتقديم الفحوص المجانية لقياس عوامل الخطورة لدى المدخنين الى جانب توزيع بعض الهدايا للأطفال اضافة الى العديد من الأنشطة الاخرى. وقد أشار الدكتور مجدي محسن، مدير الشؤون العامة بشركة فايزر بالمملكة العربية السعودية، إلى الجهود العالمية المبذولة للعمل على مكافحة التدخين وذلك على محورين رئيسيين، أولهما سن القوانين التي تحظر التدخين وتحاصر المدخن في مختلف الأماكن، أما المحور الثاني فمن خلال تطوير وسائل فعالة لعلاج إدمان النيكوتين بإعتباره مرضاً عضوياً، ولعل ظهور عقار (فارنيكلين) المعروف بإسم (تشامبكس)، الذي أجازته وزارة الصحة وبموجبها اصبح متوفراً في جميع عيادات مكافحة التدخين، يمثل نقلة نوعية في هذا الإتجاه كونه أول علاج لا يعمل بآلية إحلال النيكوتين بالجسم، بل يقوم بمنع النيكوتين من الإلتصاق بالمستقبلات الموجودة بالمخ والتي تؤدي الى الادمان، وهو ما يقلل من صعوبة الأعراض الإنسحابية للتبغ من الجسم ويحد تماماً من رغبة المدخن في التدخين ومن ثم يوفر المساعدة اللازمة للإقلاع عن التدخين حيث اثبتت الابحاث العلمية ان شامبيكس يساعد بنسبة تصل الى 69% كما أشار الى تضافر جميع الجهود والتعاون الدائم والمستمر مع كل الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة والأطباء والصيادلة والجمعيات الخيرية وشركات القطاعين العام والخاص ، وذلك بهدف اجتثاث آفة التدخين من المجتمع .