حذرت السلطات العراقية السبت من العبوات الناسفة في غالبية شوارع مدينة الصدر حيث قررت رفع حظر التجول، في حين اعلن الجيش الاميركي مقتل 13 "مجرما" في معارك ليلية في الضاحية الشيعية التي تشهد منذ اسبوع مواجهات بين القوات الاميركية والعراقية وجيش المهدي. وياتي هذا التحذير بعد ساعات من قرار قيادة عمليات بغداد رفع حظر التجول جزئيا اثر فرضه مع بدء المواجهات في 26 الشهر الماضي. واوضح بيان صادر عن قيادة عمليات بغداد ان "مجموعات خارجة على القانون قامت بزرع عبوات ناسفة ومواد متفجرة في غالبية شوارع مدينة الصدر". واضاف "من اجل الحفاظ على سلامة مواطنينا والاعلاميين تهيب قيادة عمليات بغداد الابتعاد عن الطرق غير المسموح بها في الوقت الحاضر الى حين ضمان امنها من قبل القوات الامنية". وقد اعلن الجيش الاميركي في بيان ان "القوات الاميركية قتلت خلال عملية مشتركة مع الجيش العراقي، العديد من المجرمين مساء الجمعة في شرق بغداد". واضاف ان الجنود كانوا "يردون على هجمات استهدفت قوافلهم بعبوات مفخخة وبالاسلحة الخفيفة انطلاقا من اسطح بنايات مجاورة". واكد البيان ان 13 "مجرما" على الاقل قتلوا في هذه المواجهات مشيرا الى مقتل اربعة بينهم اثنان من القناصة. واضاف ان رتلا اميركيا كان بصدد اقامة حاجز عندما انفجرت ست عبوات ناسفة على جوانب الطريق ما ادى الى اعطاب مركبيتن عسكريتين. وتابع البيان ان مسلحين متمركزين على اسطح المباني المجاورة اطلقوا النار على الجنود من اسلحة خفيفة وقاذفات مضادة للدروع ما اسفر عن مقتل اربعة من المسلحين. كما رصدت طائرة استطلاع من دون طيار "ثلاثة من المجرمين يقومون بزرع عبوات ناسفة فاطلقت صاروخا من طراز هيلفاير ادى الى مقتلهم" واضاف ان "دبابة من طراز ابرامز اطلقت قذيفة باتجاه مبنى يطلق منه مسلحون النار على الجنود ما ادى الى مقتل مجرمين اثنين ووقف النار". ولم يشر البيان الى سقوط اصابات في صفوف الجنود. في غضون ذلك، افاد شهود عيان لمصور فرانس برس ان القوات الاميركية قصفت منزلا في حي جميلة ما ادى الى مقتل طفلين على الاقل مع والدهم بالقصف الجوي، فيما اصيب خمسة اشخاص اخرون بجروح. بدورهم، اكد مسؤولون طبيون وجود نساء واطفال بين القتلى والجرحى من دون تحديد عددهم. من جهة اخرى، اعلن مسؤول في مكتب المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ رفع الحظر المفروض على المركبات في مدينة الصدر. وقال المسؤول رافضا الكشف عن اسمه ان "الحظر رفع في مدينة الصدر منذ صباح اليوم، لكن لا تزال هناك بعض المناطق المغلقة لاسباب امنية". في غضون ذلك، قال سكان في المدينة ان الطرق الرئيسية لا تزال مغلقة لانها مزروعة بعبوات ناسفة. وتدور مواجهات بين القوات الاميركية والعراقية من جهة وجيش المهدي من جهة اخرى منذ السادس من نيسان/ابريل في مدينة الصدر، ابرز معاقل الميليشيا الشيعية. وكانت معارك عنيفة اندلعت مساء الجمعة في مدينة الصدر وحي الشعب، الحي الشيعي في شمال بغداد. وبدأت المواجهات بعد ساعات من اغتيال رياض النوري احد كبار مساعدي مقتدى الصدر ونسيبه في النجف جنوب بغداد. وفي النجف (160 كم جنوب بغداد)، اعلن مسؤول امني رفع حظر التجول السبت بعدما فرضته السطات المحلية الجمعة في اعقاب اغتيال احد القياديين في التيار الصدري. واكد قائد شرطة المحافظة اللواء عبد الكريم مصطفى "رفع حظر التجول في كافة مناطق النجف السادسة من صباح اليوم السبت بما في ذلك الحظر المفروض على المدينة القديمة، وقد باشر المواطنون اعمالهم". واضاف ان "الاوضاع هادئة ولم يسجل اي خرق امني". وتابع "شكلنا ثلاث لجان امنية للتحقيق في اغتيال النوري". وقتل مسلحون ابرز مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ونسيبه في النجف رياض النوري بعد صلاة الجمعة. واكد مسؤول في مكتب الصدر في النجف ان "مسلحين اطلقوا النار على النوري (37 عاما) قرب منزله في حي العدالة (شرق النجف) ما ادى الى مقتله". وكان رئيس الوزراء نوري المالكي امر بتحقيق فوري في اغتيال النوري. وطالب الصدر انصاره بالحداد ثلاثة ايام وتشييع النوري في النجف. وفي مدينة الصدر، افاد مراسل وكالة فرانس برس ان مكتب الصدر نظم عملية تشييع رمزية للنوري حمل خلالها المشاركون نعشا ملفوفا بالعلم العراقي عليه عمامة سوداء كما رفعوا صوره. وشارك في التشييع نواب من الكتلة الصدرية والالاف بينهم نساء وحمل اربعة معممين من قيادات التيار الصدري النعش وسط هتافات "كلا كلا اميركا، كلا كلا للعملاء"، وانطلق الموكب من امام الهيئة الاجتماعية في مكتب الصدر الى منزل عائلته حيث "استقبله اقاربه باللطم".