وصلتني رسالة عبر الايميل يقول مرسلها هل الزواج من الفتاة التي تدخل النت وتشارك في الشات وتكتب في المنتديات زواج ناجح؟! وهل تستحق تلك الفتاة أن تحترم؟!!. سؤال في الواقع يحتاج إلى رأي أهل الحل والعقد .. ولكن سأدلي بدلوي من خلال ما نلاحظه ونشاهده في هذه الحياة .. أقول وبالله التوفيق: (الإسلام احترم المرأة وأعلى من مكانتها ، وهي الأم والأخت والزوجة والبنت .. الخ وقد قال صلوات الله وسلامه عليه: (استوصوا بالنساء خيراً) وقال صلى الله عليه وسلم (النساء شقائق الرجال). واتساءل هنا: لماذا الحكم على الفتاة بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب الجارح؟ ولماذا التعميم؟. - أحبائي - ليست كل فتاة تدخل النت أو تشارك في المنتديات بلا أدب أو اخلاق أو احترام أو تربية .. بل بالعكس هناك من تدخل النت وتدلي برأيها الثاقب وخبرتها في الحياة كأم أو معلمة أو طبيبة .. الخ ويستفاد من رأيها ويؤخذ به .. وكما هو معلوم لدى الجميع بأن العالم أصبح اليوم كقرية واحدة ووسائل الإعلام تنوعت وليست كما كانت في السابق .. فلا نكاد نجد اليوم فتاة لا تدخل الانترنت ، بل أصبح الأطفال الصغار أكثر مهارة من الكبار .. بل إن كثيراً من الشباب يتمنون أن تكون شريكة حياته ذات معرفة وإلمام تام بالانترنت لتكون على اطلاع تام لما يحدث حولها ولتكون معلمة لفلذات الأكباد وتكون معهم جنباً إلى جنب وتحت بصرها .. فليست كل فتاة بلا أخلاق كما يزعم البعض ومن هنا فإن هذا التفكير عقيم من وجهة نظري .. فهل الضياع الذي يقوله البعض - مع الأسف الشديد - في الانترنت لوحده؟! إن الضياع موجود في كل مكان بألف طريقة وطريقة ان الفتاة الشريفة العفيفة تبقى شريفة وعفيفة وطاهرة والفتاة السيئة - لا قدر الله - تبقى سيئة .. وهنا نجد أن للتربية داخل الأسرة دوراً كبيراً جداً .. ونحمد الله أننا في مجتمع إسلامي يطبق شرع الله في كل شيء .. ويستمد أحكامه وأفعاله وأقواله من الكتاب والسنة ، والانترنت سلاح ذو حدين فيه الخير وفيه الشر وفيه الصالح وفيه الطالح كما هو موجود في الهاتف والجوال والقنوات الفضائية .. الخ .. فليس كل الفتيات يسعين لما يغضب الله عز وجل والاصابع ليست واحدة .. وللشباب الذين يرفضون الزواج ممن تتصفح الانترنت أو تشارك فيه أقول: ليست كل الفتيات مثل بعض النوعيات التي شاهد أو شارك عبر (النت)؟!! وهل له الحق أن يشارك ويكتب ويدردش عبر النت سواء قبل الزواج أو بعده؟! وهل له حلال ولغيره حرام؟! وهل كل الفتيات يبحثن عن السلبيات ويتركن الايجابيات؟!!. إن استخدام الانترنت يعود للشخص نفسه فمن أراد الخير وجده ومن أراد الشر والعياذ بالله وجده .. فهناك الطبيبة التي تدخله من أجل البحوث الطبية ، وهناك الطالبة التي تدخله من أجل دراستها ، وهناك الباحثة التي تدخله من أجل الفائدة ، ومن هنا أقول ليس من الصح أن تقول بأن من تدخل النت بلا أدب وبلا حياء وبلا تربية ، وأنها لا تنفع لتكون زوجة ومربية أجيال .. فلماذا التشويه للفتاة التي تدخل النت؟! ولماذا ننعتها بصفات بعيدة كل البعد عن الأدب والإحترام؟! ولماذا التحذير من الاقتران بها؟!. نحن لا ننكر بأن هناك ذئاباً يحاولون النيل من الفتاة باستدراجها أو ابتزازها أو .. أو .. الخ ولكن ستظل الفتاة رغم حقد الحاقدين وكيد الكائدين في المكانة التي وضعها الله عز وجل ودينه الحنيف مربية الاجيال والأمل المنشود لكل مخلوق .. أما من يدعي بأن الحياة الزوجية ستكون شك في شك فهذا يرجع للمرء نفسه فكم من مرضى نفسيين يشكون في كل شيء حتى في أنفسهم مع الأسف الشديد وهذا سوء ظن وأن بعض الظن إثم .. والله من وراء القصد. همسة: (كل إناء بما فيه ينضح)