ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية بمنطقة الجوف صدر العدد 22 من مجلة الجوبة الثقافية حاملاً معه العديد من المواد الثقافية والأدبية. وتتناول الجوبة دراستين الأولى في خصائص وملامح الرواية الجديدة للكاتبة هويدا صالح التي تقول فيها إن الرواية تقف على الحدود الفاصلة بين الفرد والعالم، وتتحرك ذهاباً وإياباً بينهما. ولم تعد تقبل مهمة تصوير العالم، ومحاكاة خريطته البشرية والتاريخية كما هو، إنما صارت مهمتها إعادة إنتاجه، وترتيبه، وتمثيل القيم الثقافية فيه. والثانية في الشعر المغاربي المعاصر بين التقليد والحداثة للكاتب عبدالله شريق. كما تدخل الجوبة في مواجهات ثلاث أولها مع الشاعر والناقد التونسي المنصف الوهايبي وفيها يقول إن الشعرية أوسع من الشعر وهذا زمن الصورة، وإن قصيدة التفعيلة لم تستنفد كل طاقاتها ،وجاءت المواجهة الثانية مع الروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله الذي يقول إنه بحاجة إلى الملهاة الفلسطينية كقارئ أكثر من حاجته إليها ككاتب.. وأن الأحداث أشبه ما تكون بهياكل عظيمة.. ومهمة الكاتب إحالتها إلى كائنات حية. أما المواجهة الثالثة فكانت مع د.عارف بن مفضي المسعر المدير العام السابق للتربية والتعليم بمنطقة الجوف، والذي فضل أن يكون القبول في الجامعات وفق معدلات الثانوية العامة، لأنها تقوم على أرضية أوسع ولا تخضع للصدف. وفي مجال الحصول على الشهادات العليا أكد المسعر أن من يستسهلون وضع الدال أمام أسمائهم يسلكون طريقاً خاطئاً بحصولهم على الشهادة دون جهد.. وفي الوقت ذاته أشاد بموقف وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي في التمييز بين الحاصلين على شهادة الدكتوراه. وفي باب نوافذ تناولت الجوبة تمارين وبروفات الكاتب السوري وليد اخلاصي للكاتب عمران عز الدين أحمد، والذي يخشى أن تصبح الكتابة ذات مردود مادي ، وبالتالي يخشى أن ذلك المردود يشجعه على الوقوع في فخ الكتابة الإنشائية والجمل المرصوفة. أما الدكتور جميل الحميد الذي تناول (أزمة معلم القرن الحادي والعشرين) فيقول إن واقع إعداد المعلم في عالمنا العربي واقع أليم ، يفتقر إلى معايير الجودة العالمية ، كما قدمت الجوبة مجموعة من المواضيع النقدية لحواس محمود وفتحية حسين وبراهمة سلمى وليلى الأحيدب. وتورد الجوبة قصصاً لكل من محمود العزازمة وعبدالحفيظ الشمري ونواف السنجاري وإبراهيم الحميد وشيمة الشمري ومحمد زيتون ويحيى فضل سالم وقصة مترجمة لمنى العبدلي. كما تناولت قصائد شعرية لكل من حمد الدوخي ومصطفى ملح وإبراهيم منصور وأبو الفرج عسيلان، ونجوى عبدالله وحنين عمر ووفاء الربيعي وعبدالرحيم الخصار وخالد الحلي، ونماذج من الشعر الكردي والنمساوي المترجم. كما تضمنت الجوبة شهادة للشاعرة الكويتية سعدية المفرح عن تجربتها الشعرية، وقراءات لفيصل عبدالمحسن في «الفاكهة في الأدب الأندلسي» وصالح الحسيني في «كتاب الصحافة في المدينةالمنورة»، وفهد المصبح فيالمجموعة القصصية (الجمجمة)»، ومحمد صوانة في «المدينة في الوطن العربي».