في الوقت الذي يتهيأ فيه العالم للتعامل بايجابية مع السلام في منطقة الشرق الأوسط يخرج نتنياهو بتصريح جديد ضمن تصريحاته المثيرة للاحباط فبمجرد مجيئه إلى منصب رئاسة الحكومة الإسرائيلية اشترط نتنياهو الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية قبل التطرق إلى فكرة الحل القائم على الدولتين وهو اشتراط لم يجد صداه مما اضطر نتنياهو للالتفاف عليه بتصريحات أخرى هدفها في النهاية عرقلة السلام .ولعل أخطر ما صرح به نتنياهو ضمن هذه التصريحات هو قوله بأن القدس هي عاصمة لاسرائيل وهو ليس بتصريح جديد فقد سبق وأن رددته الحكومات الإسرائيلية السابقة وردده نتنياهو هو نفسه ، ولكن الجديد ان نتنياهو يستشعر أن هناك تحركاً جاداً هذه المرة من أجل السلام فالعالم لم يعد يطيق التهرب من استحقاقات السلام فالمتغيرات الدولية والاقليمية تتطلب الاسراع باتجاه تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط هذه المنطقة الحيوية من العالم. ولذلك ليس غريباً أن يأتي الرد السريع على تصريح نتنياهو بأن القدس عاصمة لاسرائيل من وزارة الخارجية الفرنسية بأن تصريحه عن القدس يشكل استباقاً للوضع النهائي للمدينة فهناك اتفاق موثق أن تؤجل قضية القدس إلى مفاوضات الوضع النهائي ولكن أن يبادر نتنياهو إلى التصريح بأنها هي العاصمة لاسرائيل فذلك حكم من عنده يعكس حالة الارتباك التي يعيشها الآن مع حصار العالم له بمطالب السلام. فالقدس مدينة محتلة يشملها القرار الدولي 242 الذي يدعو اسرائيل إلى الانسحاب من كافة الأراضي التي احتلتها عام 67م ، ولا يعني تأجيل مناقشتها ضمن قضايا الوضع النهائي أنها أصبحت لقمة سائغة لاسرائيل تبتلعها متى ما تشاء، وعلى نتنياهو أن يدرك أنه محاصر بالسلام من خلال المبادرة العربية ومن خلال رغبة الإدارة الأمريكية ومن خلال اللجنة الرباعية ومن خلال المجتمع الدولي بصفة عامة، فلم تعد منطقة الشرق الأوسط خاضعة للعراقيل والمراوغة الإسرائيلية كما كانت في السابق.