أكد عبدالعزيز بن عبدالله العمار وكيل وزارة الشؤون الاسلامية على دور المملكة في تحقيق التضامن الاسلامي وقال حرصت حكومة المملكة العربية السعودية منذ ان ارسى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمه الله دعائم الدولة السعودية ومن بعده ابناؤه البررة على اتخاذ الاسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة، وهي بذلك تتمتع بخصوصية فريدة بين دول العالم الاسلامي والمتمثلة في بناء دولة حديثة قائمة على اساس الدين والدعوة اليه فاستقر منهج المملكة على أساس الشريعة الاسلامية واثبتت من خلال ذلك ان بناء الدولة على المنهج الاسلامي يضمن لها النجاح في جميع جوانب الحياة. وتضع حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اعزه الله في قائمة اولوياتها الاهداف الاسلامية في علاقة الانسان بربه وبغيره وكان الايمان بالله ورسوله وتطبيق ما شرعه الله احد ابرز عوامل التقدم الحاصل في المملكة ومن هذا المنطلق سار خادم الحرمين الشريفين اعزه الله على طريق التقدم يؤازره في مسيرته ويعضده فضل من الله الكريم. في مجال العمل الاسلامي تبذل حكومة المملكة الرشيدة جهوداً كبيرة في سبيل خدمة الاسلام ونشر تعاليمه وتعميق الثقافة الاسلامية وبيان العقيدة الصحيحة وتثبيتها في نفوس المسلمين وذلك انطلاقاً من ايمانها برسالتها السامية وانفاذاً لسياستها الثابتة القائمة على خدمة الاسلام والمسلمين والعناية بهم وبقضاياهم وتضع نصب أعينها حمل رسالة الاسلام ورفع لوائه عالياً والاخذ بشرائعه وتعاليمه في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ومن خلال تلك الجهود تتضح العلاقة المميزة لسياسة المملكة ودورها البارز في خدمة الدعوة الاسلامية وتسخير امكاناتها للاسلام وللمسلمين في الداخل والخارج مناصرة ودعماً وتوجيهاً. دعم قضايا المسلمين ومن الاساسيات التي عملت المملكة العربية السعودية على تأكيدها سياسة التضامن الاسلامي الذي أعلنته نهجاً لها فمن جهود المملكة لتحقيق ذلك عقد اللقاءات الموسمية بين الشعوب المسلمة وقادة العمل الاسلامي وعقد المؤتمرات التي دعت من خلالها الى ضرورة التزام المسلمين بكتاب الله وسنة رسوله وتوحيد الصف الاسلامي امتثالاً لقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان). ويستمد مفهوم التضامن الاسلامي معناه مما ورد في مصدري الشريعة الاسلامية وهما القرآن الكريم والسنة ويرتبط ارتباطاً وثيقا بمفهوم الامة والوحدة الاسلامية. ولا يخفى على احد الدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في مجال العمل الاسلامي ومناصرة القضايا العربية والاسلامية فقد اهتمت المملكة منذ تأسيسها بقضايا المسلمين في جميع أصقاع المعمورة واولتها كل رعاية واهتمام سواء على المستوى السياسي او الدعم المالي والمعنوي، وسعت حكومة المملكة بدءاً من المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود وابناؤه البررة رحمهم الله حتى عهدنا الحاضر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية اعزهم الله في دعم قضايا المسلمين المختلفة عوناً ومواساة، ودعماً ومؤازرة انطلاقاً من مسؤولياتهم حفظهم الله نحو اخوانهم المسلمين في كافة بلدان العالم الاسلامي وغيرها ومنها : قضية فلسطين، والقضية الافغانية، وقضية البوسنة والهرسك وقضية الصومال وغير ذلك من القضايا التي ناصرتها ووقفت بجانبها. وبذلت المملكة جهوداً خيرة عظيمة تجاه المآسي المؤلمة التي تعرض لها المسلمون في جميع الاقطار اوضحت مدى صدق الروابط الاخوية الاسلامية بين المملكة حكومة وشعبا وصدور الامر السامي الكريم بتشكيل هيئة عليا لجمع التبرعات لاعانة وانقاذ المسلمين من المجاعة، وتقديم المساعدات الاغاثية لهم كما حصل في الصومال والبوسنة والهرسك وغيرها، كما اهتمت بالجانب الدعوي في المحافظة على عقيدة المسلمين وتبصيرهم بأمور دينهم. كما كان لحكومة المملكة دور بارز في محاولة تحقيق المصالحة بين الاطراف الصومالية المتنازعة لوقف القتال وتجنيب البلاد ويلات الحروب. كما شمل اهتمام وعناية حكومة المملكة ما تتعرض له البلاد الاسلامية من كوارث طبيعية كالزلازل التي ضربت بعض الدول المسلمة، ومساعدة مسلمي كوسوفا النازحين من الحرب وويلاتها وغيرها من المواقف الداعمة للمسلمين في كل مكان. يحفل تاريخ المملكة بمد يد العون للمسلمين تحقيقا لفكرة التضامن الاسلامي التي ترجمتها المملكة على خير وجه فحكومة المملكة تولي رعاية وعناية كبيرة بالاقليات الاسلامية، ونصرة المسلمين في اي بقعة من بقاع العالم وتبني قضاياهم ومساعدتهم ومد يد العون لهم وقد اظهرت التقارير الدولية ان المملكة قد تصدرت جميع بلدان العالم في حجم المساعدات المالية التي تقدمها باستمرار الى الدول العربية والى دول العالم الاسلامي والاقليات المسلمة في كافة دول العالم وتقوم علاقتها بالاقليات على اسس ثابتة فكان من نتيجتها نشر العقيدة الصحيحة والعلم الشرعي بينهم. وفي مجال جمع الشمل : تعتبر المملكة العربية السعودية رائدة في تجسيد تطلعات الشعوب الاسلامية نحو التضامن والوحدة وجمع كلمة المسلمين فقد حرص المؤسس الملك عبدالعزيز ال سعود رحمه الله وابناؤه من بعده على العمل من اجل جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم وقضايا الامة العربية والاسلامية هي الشغل الشاغل لحكومة المملكة على مر تاريخها ودعم التضامن العربي والاسلامي وتحقيق وحدة الكلمة للاخوة الأشقاء تمثل الاولوية الاولى. والمملكة العربية السعودية حين تبذل تلك الجهود الخيرة بتوصية ودعم من قادتها ورعاتها حفظهم الله فهو من منطلق ايمانهم بواجبهم الديني نحو رسالة الاسلام واداء حقوق الاخوة الاسلامية. وفي سبيل تحقيق هذه الاهداف السامية التي رسمتها حكومة المملكة لتحقيق التضامن الاسلامي هناك عدة مظاهر للاهتمام والعناية بذلك منها: رعاية الهيئات والمنظمات الاسلامية : فانطلاقاً من اهتمام المملكة العربية السعودية بحمل رسالة الاسلام وتأكيداً لدورها القيادي باحتضانها للحرمين الشريفين وكونها منطلق الدعوة المحمدية الخالدة فقد اقامت المملكة العديد من المؤسسات الدعوية والهيئات الاسلامية لتبليغ دعوة الاسلام والدفاع عن قضايا المسلمين والمشاركة في بنائها، ومؤازرتهم ودعمهم مادياً ومعنوياً وفكرياً وثقافياً داخل المملكة وخارجها لتكون حلقة وصل بين اقطار العالم الاسلامي وميداناً لتناول شؤونه ومدخلاً لتوحيد كلمة المسلمين وتضامنهم، ومن هذه المؤسسات والهيئات رابطة العالم الاسلامي وهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والندوة العالمية للشباب الاسلامي والبنك الاسلامي للتنمية فهذه الهيئات تعتبر تجسيداً حقيقياً وتطبيقاً عملياً فعالاً للدور الانساني السعودي في مجال التضامن الاسلامي. وفي مجال انشاء المراكز الدعوية والتعليمية في الخارج نرى مواقف المملكة الداعمة لكل ما يخدم مصلحة الاسلام والمسلمين في جميع اصقاع المعمورة ونشر العلم الشرعي بينهم وتثقيفهم بالعقيدة الصحيحة، ويتمثل ذلك في انشاء المعاهد الاسلامية والمراكز الثقافية الاسلامية التي ترعاها حكومة المملكة الرشيدة وتوليها كل رعايتها مما يدل على الدور الريادي الذي تضطلع به حكومة خادم الحرمين الشريفين الرشيدة في رعاية الاقليات والجاليات الاسلامية في كل بقاع الارض. فقد كثفت وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في المملكة جهودا لنشر الدعوة الاسلامية بين الشعوب غير المسلمة في الدول الاسلامية وغير الاسلامية، حيث تقوم بمسؤوليات عظيمة في مجال الدعوة الى الله في الخارج والاعلام بشرائع هذا الدين الحنيف. واهتماماً وعناية من حكومة المملكة بابناء المسلمين في البلاد الغربية من اجل الحفاظ على اسلام هؤلاء وتنشئة اجيالهم عليه وربطهم بامتهم اتجهت المملكة الى انشاء المراكز الاسلامية الثقافية وخاصة في المدن العالمية الكبيرة حيث التجمع الاسلامي وتقوم هذه المراكز بعمل جليل في الدعوة الى الله ونشر الاسلام وعن طريق هذه المراكز تبعث المملكة الدعاة والائمة ومعلمي القرآن والسنة وتقيم الدورات الشرعية والملتقيات الفكرية وتقوم بجهد ثقافي حضاري، يعتبر نوعاً من التواصل الحضاري مع الأمم والشعوب الاخرى. كما كان لادراك حكومة المملكة المهمة الحقيقية للجامعات وكونها مصدراً مهماً ورئيساً للاشعاع الثقافي في المجتمعات ومصنعاً حقيقياً لعناصر التقدم الحضاري لذا فانها اولت اهمية بالغة للجامعة الاسلامية واعطتها جل اهتماماها لتتمكن من اداء مهمتها في مجتمعات هي في امس الحاجة اليها. واود ان اقول ان استضافة المملكة العربية السعودية للمؤتمر الثامن لوزراء الاوقاف والشؤون الاسلامية تسهم في تعزيز وترسيخ الاخوة الايمانية بين اقطار العالم الاسلامي وتساعد في تقريب وجهات النظر وتعزيز التعاون بين وزارات الاوقاف والشؤون الاسلامية كما تسهم في تبادل الخبرات في مجال الدعوة والعمل الاسلامي والوصول من خلالها الى افضل السبل لبيان الصورة الحقيقية للاسلام وصد الهجمات المغرضة والرد على الافتراءات الموجهة اليه من خلال الحوار الهادىء بين الديانات السماوية المختلفة انطلاقاً من القواسم المشتركة بينها. وقد كانت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود اعزه الله لعقد مؤتمر حوار الديانات خطوة تاريخية لها كبير الاثر في التقارب بين اتباع الديانات المختلفة وتعزيز قيم التسامح التي تعد من المرتكزات الاساسية للخطاب العالمي الذي يدعو له خادم الحرمين الشريفين في كافة مشاريعه الحضارية والحوارية في الداخل والخارج مع تأكيده وفقه الله على ثوابت هذه الأمة.