أكد إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة تدريس بقسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى والمشرف العام على مجمع إمام الدعوة بحي العوالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس أن المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري .. المفاهيم والتحديات .. الذي سيفتتح أعماله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء اليوم الأحد يهدف إلى تأصيل مفهوم الأمن الفكري في ضوء تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ورصد وتحليل التحديات والمعوقات التي تواجه مسيرة الأمن وتقويم جميع الجهود المبذولة لتحقيقه . وشدد على ضرورة إنشاء هيئة عليا تعنى بإعداد الخطط والاستراتيجيات الشاملة التي تحفظ الأمن الفكري للمجتمع. وترصد كل المستجدات التي تهدد كيان الأمة إلى جانب تشكيل مجالس تنسيقية بين القطاعات الحكومية والأهلية تهدف إلى التعاون لمعالجة القضايا المعاصرة مما يحفظ للمجتمع أمنه الفكري. وقال الدكتور السديس في تصريح بمناسبة انعقاد المؤتمر “ إن الأمن الفكري من أهم أنواع الأمن بمفهومه الشامل إذ المقصود أن يعيش الناس في أوطانهم آمنين على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية ومنظومتهم الفكرية المنبثقة من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح “. وأبان أن من الوسائل المعينة على تحقيق الأمن الفكري في المجتمع الاهتداء بهدي الله عز وجل والاعتصام بالكتاب والسنة ذلك لأنه هو الأمن الحقيقي بل لا يتحقق الأمن الفكري الشامل دون أن نهتدي بالعقيدة ونلتزم بتعاليم الإسلام. ولذلك ربط الأمن بالإيمان بالله عز وجل ثم العناية بتطبيق الشريعة الإسلامية قولاً وعملاً في مختلف شؤون الحياة فهي سبب لتحقيق الأمن الشامل بكل صوره. وأضاف الشيخ السديس أن بين من الوسائل التي تحقق الأمن الفكري التزود بالعلم الشرعي النافع من مصادره الموثوقة فلا يقوم أمن فكري على أيدي الجهلة وإنصاف المتعلمين. وأكد أمام وخطيب المسجد الحرام ضرورة الرجوع إلى ولاة الأمر والراسخين في العلم لأنهم صمام الأمان. وقال “ إن الأمة الإسلامية ليست فوضوية، بل لها مرجعية شرعية تعود إليها في قضاياها العامة والخاصة. وتعجَّب فضيلته: من البعض حينما يرجع إلى العلماء في بعض القضايا والموضوعات البسيطة، ولا يلتفت لهم في القضايا الكبرى لمصالح الأمة، وفي النوازل والمستجدات بدعوى أنهم لا يفقهون الواقع بل يتطاول عليهم بدون وجه حق. وعد الشيخ السديس العناية بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طوق النجاة للمجتمع ووسيلة مهمة في تحقيق الأمن الفكري بالإضافة إلى التربية الصحيحة للشباب والناشئة من خلال المنزل والمدرسة وإحياء رسالة المسجد. ولخص إمام وخطيب المسجد الحرام ضوابط تحقيق الأمن الفكري في أن يكون الأمن الفكري منبثقاً من ديننا الحنيف ومعتقداتنا الراسخة لرعاية مصالح الأمة وأن يتمشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية وأحكامها وأن تحقيق الأمن الفكري الوسطية والاعتدال وأن يتلقى الأمن الفكري من المصادر الصحيحة ويتولى ذلك العلماء الربانيون وأن يحقق الأمن الفكري وحدتها وتلاحمها وتماسك جماعتها وأن يحافظ الأمن الفكري على ثقافة الأمة ومكونات أصالتهم ومنظومتهم الفكرية وأن يسمو الأفراد والجماعات إلى درجات الطهر والعزوأن يكون القائمون عليه هم ولاة الأمر والعلماء الربانيون. وحذر الدكتور عبدالرحمن السديس من عدة قضايا تقف عائقاً في تطبيق الأمن الفكري أبرزها التساهل في تطبيق الشريعة الإسلامية وإتباع الأهواء المنحرفة وأخذ العلم من غير أهله حيث يتصدى بعض صغار السن وسفهاء الأحلام للفتوى، ويتحدثون في قضايا الأمة المصيرية دون علم راسخ مؤكداً فضيلته: في هذا الشأن على عدم إتاحة الفرصة للعدو المتربص أن يدخل بيننا فيمزق صفنا إلى صفوف وحزبيات وجماعات. وطالب المثقفين وأرباب الفكر وحملة الأقلام بمحاربة التيارات المنحرفة من تيارات الإلحاد والغلو والإفساد والوقوف ضدها وكشف زيفها قائلا نحن مجتمع مستهدف ومحسود على ما ينعم به من خيرات كثيرة. ودعا إلى إتاحة الفرصة للتعرف على اتجاهات الشباب وربطهم بالعلماء وإحياء التراث الإسلامي وإبراز القيم الجمالية التي يحملها الدين الإسلامي وفتح قنوات الحوار معهم لمصارحتهم وإشعارهم بالمحبة والحنان واستثمار وسائل الإعلام فيما ينفع ويفيد الأمة الإسلامية وأشاد أمام وخطيب المسجد الحرام بجهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز .. وقال “ إن الأمير نايف بن عبد العزيز بحنكته وخبرته وإخلاصه وحبه لدينه ووطنه، هو من قادة الجهات الأمنية في ظل الظروف الصعبة والحرجة، التي يمر بها العالم للقضاء على الإرهاب، وبضرباته الاستباقية التي أوقعت برؤوس الفكر الضال، وأبطلت المخططات الإرهابية، ووأدتها في مهدها , وضع سموه تجربة المملكة العربية السعودية في التصدي للإرهاب أنموذجا تنهل من معينه كبريات دول العالم المتقدم بفضل الله “ .