تعد السجون أماكن للإصلاح والتهذيب وليست للحبس أو التشهير والانتقام وهي ملاذ آمن لهؤلاء الذين زلت بهم القدم في لحظة شيطانية عابرة واغواهم الشيطان على ارتكاب جريمة ما، بعدها عضّ هؤلاء أنامل الندم على ما فرطوا في أنفسهم. وتقوم السجون بدور تأهيلي وتثقيفي وإصلاحي لمن وقعوا في براثن الخطيئة وتساعدهم من خلال برامجها التثقيفية وأنشطتها الدعوية والتفاعلية على تخطي هذه المحنة من خلال حلقات تحفيظ القرآن داخل عنابر السجون ليخرجوا وقد وضعوا أمام أعينهم العزم على عدم العودة إلى الماضي الأسود الذي قادهم إلى هذا الدرك، والشطط الذي زلت به أقدامهم. ليستقبلهم المجتمع بنظرة نارية بعد رحلة الاصلاح والتهذيب التي أمضوها في السجون. (الندوة) زارت إصلاحية مكةالمكرمة والتقت عدداً من النزلاء الذين تحدثوا بكل صراحة عن الأسباب التي دفعتهم إلى ارتكاب تلك الأعمال السيئة، وكيف أنهم تخلصوا منها بفضل الله تعالى ثم مساعدة السجون التي تسعى دوماً لتحقيق هذه الغاية. ندم وحسرة يقول (م. س. أ) 32 عاماً قبض عليّ في قضية مخدرات في لحظة كنت جالساً مع مجموعة من الشباب فداهمتنا فرقة من رجال مكافحة المخدرات وهذه المرة الأولى التي يتم القبض فيها عليّ ويضيف لم أكن أحسب لذلك وأنه سيأتي اليوم الذي يقبض عليّ فيه ولكن ابتلينا بهذه الآفة وكنت متعاطياً منذ 5 سنوات وكنت قبل ذلك منضبطاً في عملي والأمور كلها على ما يرام ولكن الرفقة السيئة والشلة والأصحاب سبب ما أنا فيه حيث تعرفت على المخدرات ومشيت في هذا المجال. ولاشك أنني في غاية الندم والحسرة، حيث إن لي هنا سنة وثلاثة شهور وأعيش في حالة ندم حيث أندم في اليوم أكثر من مائة مرة وعند زيارة الأهل أرى الألم في عيونهم التي تذرف الدموع باستمرار وبغزارة لأن الموقف عليهم صعب جداً وأنصح كل من يحاول الوقوع في هذه الآفة أن يتذكر النهاية المؤلمة والسجن وغضب الله عزوجل قبل كل شيء. وأما الجهود التي تبذل من أجلنا فالحقيقة جهود لن تقصر معنا في شئ من أعلى رتبة وحتى أدنى رتبة فكلهم أخوة وأحباب وهمهم الأول والأخير رجوعنا إلى المجتمع ونحن في أحسن حال وهناك العديد من الأنشطة والبرامج والدراسة تقدم لنا بالاضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم.