منذ أن تولى مهام منصبه كرئيس للولايات المتحدة بل وحتى قبل ذلك التاريخ حرص باراك أوباما على ارسال إشارات إيجابية للعالم الإسلامي ، وذلك ضمن تغيير شامل في السياسة الأمريكية ولتحسين صورة الولاياتالمتحدة خاصة في العالم الاسلامي حيث لم تفرق إدارة بوش سابقاً بين الاسلام والإرهاب إلا نادراً. وفي لقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قمة العشرين بلندن حرص الرئيس الأمريكي على إبداء مشاعر الود والاحترام للعالم الاسلامي في شخص المليك المفدى من خلال الاستقطاب المتميز ومشاعر الاحترام. وبعدها زار باراك أوباما تركيا حيث أرسل نفس الإشارات الايجابية واعلانه عن صفحة جديدة في التعامل مع العالم الإسلامي ..وهو اعلان مهم لطي صفحة سيئة شابت علاقات أمريكا بالعالم الاسلامي بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر حيث نشطت الحملات الاعلامية الصليبية لدق اسفين في العلاقات الأمريكية مع العالم الاسلامي على أساس أن المنفذين لهذه العمليات ينتمون إلى الاسلام ..ولكن رغم فشل هذه الحملات في مخططها إلا أن أمريكا في عهد بوش كانت تتعامل بتحفظ مع العالم الإسلامي إلى أن جاء الرئيس الحالي باراك أوباما والغى كل الحواجز التي تعيق انطلاق التلاقي الأمريكي مع العالم الاسلامي وقد استبشر العالم الإسلامي خيراً بهذه الاشارات وبادل الرئيس أوباما نفس المشاعر ..إلا أن العالم الإسلامي يريد ترجمة تلك المشاعر إلى واقع ملموس ..وهنا يأتي التطلع إلى الخطاب الذي سيلقيه أوباما في جمهورية مصر العربية أثناء زيارته المرتقبة لها في يونيو القادم ، فالعالم الإسلامي يريد سلاماً عادلاً وشاملاً لشعوب المنطقة بعد أن شكل الاحتلال الإسرائيلي ولا زال يشكل أكبر تهديد للسلام في المنطقة كما أن اسرائيل بامتلاكها أسلحة دمار شامل تبقى تهديداً دائماً للأمن والاستقرار. إذن العالم الإسلامي يتطلع إلى خطوات عملية وأمريكا تملك الأوراق التي يمكن بها تحقيق تلك الخطوات.