الخلافات الزوجية تأتي خلال رحلة الحياة الزوجية وقد تؤثر في العلاقة وقد يتم تجاوزها بعدة وسائل تعين كل من الطرفين احتواء الأمر وعدم تماديه. ومن تلك الوسائل : الاعتذار بأسلوب رقيق ومحبب يمحو الأثر السلبي من النفس, كذلك التحفظ وعدم الانفعال مع ضبط النفس لأن الانفعال يجعل من الطرف الآخر التفكير في كيفية الدفاع ومن ثم تنشأ المشكلة كذلك امتصاص غضب الطرف الآخر في لحظاته الأولى من خلال الحوار المنطقي والأسلوب المناسب وحصر الخلاف وعدم ادخال أي طرف آخر لما في ذلك من تأثير ضار وسيء ومن الوسائل عدم التمسك بالرأي الذي يجعل من الطرف الاخر إلى ايجاد الحيل مما يوصل الأمر إلى التشكيك وتشعب الخلافات كذلك يتطلب الحكمة في مواجهة الخلافات وحسمها وفهم النفسية ونذكر قصة الزبير بن ا لعوام رضي الله عنه مع زوجته عاتكه بنت زيد بن عمرو بن نفيل حينما اشترطت عليه الذهاب إلى المسجد للصلاة بعد عقد الزواج وقبل بذلك ونفذت شرطها عليه لكن رأى في نفسه الغيرة عليها فترصد لها في الطريق وهي لم تعرفه فلما شعرت بحركته رجعت لبيتها وعندما جاء الوقت الآخر ولم تذهب سألها عن السبب فقالت فسد الناس والله لا أخرج من منزلي ، وهكذا هي التي نقضت شرطها بنفسها بحسن تصرف منه. ومن الوسائل أن لا تكون مراوغاً بمحاولة الوصول إلى وضع سلبي يخلصك بدون البحث عن حل للخلاف لأن بقاء الخلاف يهدد بالانهيار فكن وديعاً تقرب الآخر منك تستطيع من خلاله حل الخلاف وتبسيط المشكلة وجذب الاخر لرأيك ومقترحك لأن الانسان بطبعه لا يرضى أن يفرض عليه، فالتهرب والانسحاب يعني تمادي الطرف الآخر في السلوك الذي يقود للخلاف واستمرار المشكلة وقد تتطور وتتأزم وتنفجر مكامنها في أي لحظة فلا تكن مهاجماً بل كن واقعياً واختر الوقت المناسب في انهاء الخلاف واحتوائه ليكون على استعداد للتقبل بالوسائل وتهيئة الجو المناسب حتى تروق الأنفس وتنسى المشاكل ويتفرغ للخلاف الزوجي فالتفاهم مطلوب والصراحة والوضوح حتى لا تتعب الأطراف في خيالات غير واقعية فالوعد ومن ثم خلافه أمر خطير كذلك المبالغة والاستعداد للشيء وهو غير قادر أمر لا يحقق الأهداف لاستمرار الحياة الزوجية فالوعود الكاذبة والتسويف يتعب الطرفين وكابوس يهدد الحياة الزوجية بالانهيار والطلاق الذي وصفه رسولنا الكريم بأنه أبغض الحلال إلى الله نسأل الله العافية، فلننتبه إلى هذا الأمر حيث نلحظ زيادة نسبة الطلاق في الآونة الأخيرة وهذا يتطلب الاسهام في رفع الوعي لدى الزوجين بواجباتهم .