تناقلت الصحف المحلية قيام الإدارة العامة للمرور بتنفيذ حملة إعلامية مكثفة لنظام (ساهر) الذي يعتزم المرور تنفيذه وهو نظام اليكتروني يستخدم عبر شبكة تقنية كاميرات رقمية متصلة بمركز المعلومات لضبط المخالفات المرورية آلياً بهدف تنفيذ أنظمة المرور بدقة ورفع مستوى السلامة. ودخول مثل هذه التقنية تشير إلى مسارين لا ثالث لهما إما أننا من أكثر شعوب العالم مخالفة لأنظمة المرور. أو أن الإدارة العامة للمرور أرادت أن تسير وفق التقنيات العالمية خاصة وأنها قبل عدة أشهر أصدرت نظاماً خاصاً لمعاقبة المخالفين لأنظمة المرور . ووفقا لتصريحات بعض مسؤولي المرور فان النظام يمتاز بأفضل النظم التقنية لتوفير أفضل معايير السلامة المرورية على الطرق . ودخول مثل هذه التقنية في الخدمات المرورية لابد أن يقابله تدريب وتأهيل جيد للأفراد المكلفين بخدمة المواطنين مروريا حتى لاتتحول مثل هذه التقنيات إلى مجرد مشاريع تقنية مدونة على ورق أو أجهزة غير مستخدمة عمليا بشكل جيد كما هو حال شبكة الحاسب الآلي بإدارات المرور التي ترصد مخالفات للغير وتعجز عن إصدار رخص القيادة واستخراج كشف بالمخالفات برنت بسبب تعطل الشبكة وهو ما يؤدي بشكل تلقائي إلى تعطل مصالح المواطنين . وما نأمله من الإدارة العامة للمرور قبل أن تبدأ في تنفيذ مثل هذه البرامج التقنية المتطورة أن تسعى لتنفيذ دورات تثقيفية وتأهيلية لافرادها ولنا في نظام مكبرات الصوت بسيارات المرور مثالاً واضحاً للأخطاء التي يرتكبها بعض أفراد المرور بصيحات تنطلق من داخل المركبات ليس بمكة المكرمة وحدها بل بالعديد من مدن المملكة تحمل عبارات بعيدة عن اللباقة والأدب خاصة تلك العبارات التي تحول المواطن من شخصية اعتبارية ذات مكانة وظيفية أو اجتماعية مرموقة إلى مجرد ولد طفل في نظر هؤلاء الأفراد . فمن هو الولد في نظر هؤلاء الأفراد؟. أهو الطفل الذي نعرفه لغة واصطلاحا بالولد؟. أم هو قائد المركبة لدينا سواء كان مواطناً أم مقيماً شاباً أو شيخاً؟. إن كان هناك من يرى ضرورة العمل على تحديث وتطوير الخدمات المرورية لتوفير السلامة للجميع عبر أنظمة قاسية وأجهزة جيدة للحد من المخالفات المرورية التي تؤدي إلى إزهاق أرواح أبرياء فان مثل هذه الدعوة تعني العمل على تقديم هذه الخدمات بشكل متقن وجيد . ومن ثم الانضباط في تنفيذ المخالفات ومنحها لمستحقيها لا أن تجيرَّ لأبرياء لاذنب لهم كما هو متبع حاليا في تجيير مخالفات مرورية للغير . ولا يمكن للإدارة العامة للمرور أن تطالب المواطنين بتطبيق الأنظمة ونرى البعض من أفرادها يرتكبون الكثير من المخالفات دون عقاب . فكيف يجيز النظام لهم ارتكاب المخالفات دون عقاب؟ . وهل من حق رجل المرور تجيير المخالفات لأشخاص لا ذنب لهم؟ . وما نأمله من الإدارة العامة للمرور كما استحدثت نظاماً جديداً يكفل للسائق اختيار الوقت المناسب لتنفيذ عقوبة إيقافه أن تمنح المواطن الحق في الاعتراض على المخالفات المسجلة عليه دون علمه بشكل جيد دون الحاجة إلى التسديد ومن ثم الشكوى .