في الحقيقة لم يكن المعنى واضحاً فيما يشترطه نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية لأن يهودية أو غير يهودية هذا شأن يخص الإسرائيليين وحدهم الا أن يكون نتنياهو يهدف من كلمة دولة يهودية إلى أشياء أخرى غير معلومة لغيره وخاصة من الفلسطينيين. ولهذا فإن اعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية ليس وارداً وهذا ما عبر عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وان الوارد أو ما هو متفق عليه الاعتراف بإسرائيل وهذا سبق وأن تم من خلال اتفاقيات وقعها الطرفان إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. أما الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية فالمفترض أن يطالب به نتنياهو شعبه ، لأن هذه الفرضية لم تكن واردة مطلقاً في أي مفاوضات ولم تتطرق اليها أي مباحثات. وربما يكون في مفهوم نتنياهو أن الدولة اليهودية تمتد من الفرات إلى النيل كما هو في زعمهم وان الاعتراف بها يعني ان خارطة إسرائيل كما هي في عقول الحاخامات والمتشددين. هذا مفهوم غريب وطرحه غريب ولكن من نتنياهو ليس هناك ما هو مستغرب لأنه يحمل عقلية حرب تريد التذرع بأي شيء لكي تكون آلة الحرب هي المسيطرة على الساحة. وهذا التطرف من الحكومة الإسرائيلية الجديدة فطنت إليه إدارة أوباما ولم تمضِ في تأييدها لإسرائيل كما كانت تعمل الإدارات السابقة ، ولهذا اضطر نتنياهو إلى سحب شرطه ولكنه أبقاه إلى مفاوضات الوضع النهائي أي مع القضايا الحساسة التي تم تأجيلها إلى ذلك الوقت. أمام هذا التلاعب الإسرائيلي فالأمل في تحرك أمريكي جاد بوقف هذا العبث ويعيد المفاوضات إلى طريقها القويم ويضمن للفلسطينيين حقوقهم كاملة بما فيها حقهم في اقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف.