لم تعد العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة بخدمات المواطنين تنظر إلى شكواهم أو تعطف على أضرارهم وما نقرأه بالصحف المحلية من تجاوب القطاعات الحكومية لشكوى المواطنين ماهو إلا روتين تعودنا عليه منذ زمن مضى فليس هناك متابعة جيدة للشكوى ولا تحقيق لفحواها ومعرفة المتضرر ومعاقبة المتسبب . وهذا ما بتنا نلحظه بشكل يومي حتى أننا أصبحنا متعودين على الأضرار التي تلحق بنا كل يوم دون أن نتفوه بكلمة أو حتى نشير بأصبع لأننا لم نجد من يسمع كلماتنا أو حتى ينظر لإشاراتنا . ولعل ماتعانيه شوارع مكةالمكرمة من حفريات تمضي عليها أشهر دون الانتهاء منها مثال حي لواقع مر أخذنا نتعود عليه فلا الجهة المشرفة على المشروع تتابع مراحل تنفيذه وما إذا كان المقاول ملتزما بالشروط والمواصفات ولا أمانة العاصمة المقدسة تسعى من جانبها لمعاقبة المتأخرين عن التنفيذ في الوقت المحدد ولا إدارة مرور العاصمة المقدسة تطالب الشركات بتوفير وسائل السلامة لحماية السيارات والأطفال . فالكل منهمك في مهامه ومسؤولياته المكتبية أما المتابعة الميدانية فلا وجود لها فالخطابات الصادرة والواردة والاجتماعات أخذت أوقات مسؤولينا على عكس الحال الذي تسير به مشاريع العاصمة الرياض . وخلال زيارة قمت بها مؤخرا لمدينة الرياض التقيت ببعض الأصدقاء ودار الحديث حول خلو العاصمة الرياض من الحفريات فكان الرد سريعا من قال إن الرياض لا توجد بها حفريات ؟. إن هناك الكثير من الحفريات لكنها تردم بشكل سريع فكل مشروع يرتبط بفترة زمنية محددة وأي تأخر في التنفيذ سيعرض الشركة المنفذة للعقوبة دون تردد وقد تحرم من دخول مشاريع أخرى لعدم التزامها بالتنفيذ في الوقت المحدد . كما وأن المسؤولين عن المشاريع سواء كانوا من الجهات المنفذة للمشروع أو أمانة مدينة الرياض أو إدارة مرور الرياض يقومون وبشكل يومي بجولات ميدانية لمتابعة مراحل التنفيذ . وأمام هذه الكلمات لم أجد ما أتحدث به فقد تحدث هؤلاء الأصدقاء بكلمات جعلتني أتمنى أن يكون في مكةالمكرمة من يقوم بمثل هذه الأعمال لا أن تظل حفرة بعرض مترين وطول أكثر من مائتي متر فاتحة فاهها لاصطياد أي قادم نحوها دون أن تجد من يردمها أو حتى يضع أمامها لوحات تحذيرية تقي المارة من شرها . وان كان لدى بعض مسؤولينا بالجهات المنفذة لهذه المشاريع وأمانة العاصمة المقدسة وإدارة مرور العاصمة المقدسة ما يبرر ذلك فعليهم القيام بجولة ميدانية داخل سياراتهم الفارهة ليذوقوا بعضا من معاناة المواطنين ويدركوا أن هناك معاناة فعلية وليس كلمات ينطقها البعض أو جمل نقرأها عبر الصحف المحلية . إن مانتمناه أن تكون مكةالمكرمة التي حظيت باهتمام وعناية الدولة محل اهتمام وعناية بعض مسؤولينا عمليا لا لفظيا فقد أشبعتنا كلمات الأطراء والمديح ونحن بحاجة اليوم إلى أفعال تحاكي الواقع خاصة إذا علمنا أن هناك أضرارا مادية وأخرى معنوية تعرض لها المواطنون من هذه الحفريات وليس هناك من يستمع لها أو حتى يسعى لازالتها مما جعلها واقعا لابد من قبوله . إننا لانطالب مسؤولينا بالعمل على إنهاء الحفريات في زمن محدد فهذا مطلب يصعب تحقيقه لكننا نطالبهم بتوفير السلامة لسياراتنا وأبنائنا أثناء خروجهم وعودتهم .