استأنفت الجمعية العمومية للإتحاد البرلماني الدولي في دورتها ال 120 أمس اجتماعاتها على صعيد اللجان الثلاث الدائمة بالاتحاد والأجهزة التابعة للمجلس الحاكم للاتحاد، وذلك بمشاركة وفد المملكة الذي يرأسه رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، حيث تعقد الاجتماعات بمقر مركز الأممالمتحدة للمؤتمرات في العاصمة الأثيوبية أديس ابابا. وكانت اجتماعات اللجان الدائمة والأجهزة التابعة بالجمعية العمومية ال 120، قد بدأت منذ يومين أعمالها حيث أنهت اللجان مناقشة العديد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال اجتماعاتها، وقد أكد عضو مجلس الشورى عضو وفد المملكة اللواء ركن الدكتور محمد بن فيصل أبوساق في مداخلة له باجتماع اللجنة الدائمة الأولى للأمن والسلام الدوليين، أن مجلس الشورى على قناعة تامة بأن العمل الجاد والتعاون المستمر بين البرلمانات الدولية سوف يحقق المزيد من التوصيات الهادفة إلى تحقيق الأمن والسلام الدوليين، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية دولة قائمة على السلام انطلاقاً من كونها راعية للإسلام وفيها الحرمين الشريفين، حيث تعمل الحكومة فيها ومجلس الشورى على تعميق مفهوم الأمن والسلام وتبذل حكومة المملكة جهوداً حثيثة من أجل تحقيق ذلك. وقال اللواء ركن أبو ساق: (انطلاقا من ذلك الحرص عقدت المملكة العديد من اللقاءات الدولية المهمة لتعميق مفهوم السلام في العالم فقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الحوار الدولي وإلى عقد العديد من المؤتمرات بهذا الشأن ومجلس الشورى يؤكد أهمية حوار الثقافات وأتباع الأديان وإننا على قناعة تامة بأن اتجاه الدول نحو العنف كوسيلة للبقاء وامتلاك أسلحة الدمار الشامل والتدمير العشوائي وأسلحة الضرر بالإنسان والبنى التحتية لم يأت إلا بسبب اعتناق تلك الدول لثقافة العنف والتدمير بدلاً من الحوار والتفاهم السلمي). في حين أوضح عضو مجلس الشورى عضو وفد المملكة الاستاذ خليفة بن أحمد الدوسري في مداخلة له باجتماع اللجنة الدائمة للتنمية المستدامة، أن النمو الاقتصادي يجب أن لا يكون على حساب التنمية البشرية وتدهور الوضع البيئي في المجتمعات الدولية، مؤكداً أنه من الأفضل للبشرية جمعاء أن تسود ثقافة المصالح المشتركة ومفهوم التنمية المستدامة، والاهتمام بحقوق الإنسان بما في ذلك العيش في عالم يتوافر فيه الأمن الغذائي والبيئة الصحية النظيفة الخالية من كل مسببات التلوث البيئي . وأشار عضو المجلس الدوسري إلى المخاوف المتزايدة وما يتم إعلانه من قلق العلماء من حين إلى آخر بشأن ارتفاع موجات الجفاف وكثافة الطلب على المياه في القرن الحالي بما سيضاعف الضغوط الدولية في هذا الشأن، مبيناً أن مجلس الشورى بالمملكة يشاطر العالم أجمع القلق كما يشاطره في الجهود الحثيثة الرامية إلى حماية البيئة الدولية من التغير المناخي وذلك من خلال إقراره لعدد من الاتفاقيات الدولية بهذا الشأن. بينما أبرز عضو مجلس الشورى عضو وفد المملكة الدكتور عبدالله بن محارب الظفيري في مداخلة له باجتماع اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان والديمقراطية أمام أعضاء اللجنة، اهتمام المملكة العربية السعودية بمجال حقوق الإنسان، مستعرضاً عدداً من الأنظمة والتشريعات التي تبنتها وسنتها المملكة مؤخراً بهدف ترسيخ مفهوم حقوق الإنسان وأهميتها داخلياً، لافتاً النظر في مداخلته إلى ما تم عبر مجلس الشورى بالمملكة من المصادقة على عددٍ من الاتفاقيات الدولية والانضمام إليها بهذا الصعيد. وعلى الصعيد الدولي بيّن الدكتور الظفيري أن المملكة سعت بجهود حثيثة ترمي إلى ترسيخ مبادئ السلام واحترام حقوق الآخرين حيث دعت إلى أهمية توحيد الجهود في حرية الناس والعيش بسلام والحصول على جميع حقوقهم المدنية التي كفلتها لهم جميع الشرائع السماوية والتشريعات . وفي سياق آخر، استكمل الإتحاد البرلماني الدولي اجتماعات مجلسه الحاكم على صعيد الأجهزة التابعة له حيث انهى الاتحاد عدداً من الاجتماعات المتعلقة بالهيئات الاستشارية وأمناء الوفود البرلمانية الممثلة للبرلمانات والمجالس بالدول أعضاء الاتحاد، حيث شارك باجتماع الأمناء معالي الأمين العام لمجلس الشورى الدكتور محمد بن عبدالله الغامدي، وناقش الاجتماع عدداً من الموضوعات المتعلقة بآليات العمل الداخلي للبرلمانات والمجالس وعدداً من الأدوات النيابية في العمل البرلماني. وسيختتم الاتحاد البرلماني الدولي أعماله غداً السبت وذلك بإعلان القرارات التي توصلت إليها لجانه الثلاث الدائمة وإقرار عدداً من الموضوعات المتعلقة بالمناصب الشاغرة بالجمعية العمومية للإتحاد، ومن المنتظر أن يقر الإتحاد في ختام اجتماعاته الحالية، الموضوعات العامة التي سيتم إدراجها باعمال اجتماعات الدورة القادمة.