يتجاوب العالم أجمع مع دعوة منظمة الصحة العالمية للاحتفال بيوم الدرن العالمي والذي صادف 24 مارس الماضي حيث اكتشفت العصيات المسببة لمرض السل في عام 1882م بواسطة العالم الألماني روبرت كوخ. وأعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 1993م أن الدرن أصبح يمثل طارئة صحية ، نظراً لتزايد ظهور حالات جديدة في بعض الدول التي كانت في طريقها للتخلص من مرض الدرن وظهور حالات الدرن المقاوم للأدوية وتفاقم الوضع العالي لمرض نقص المناعة المكتسبة ، حيث يشكل مرض الدرن تحدياً كبيراً لمقدمي الخدمات الصحية وخاصة في دول اقليم شرق البحر الأبيض المتوسط حيث يصاب بالمرض (9.000.000) تسعة ملايين شخص سنوياً على مستوى العالم ويفتك المرض ب(1.700.000) مليون وسبعمائة ألف شخص كل عام. وعليه فإن كل هذه المعطيات تتطلب تضافر كافة الجهود لمكافحة هذا المرض ، والتقليل من مخاطره. لذا فقد أولت حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الصحة جل اهتمامها وعنايتها لمكافحة هذا المرض والحد من انتشاره من خلال البرنامج الوطني لمكافحة الدرن والذي يهدف إلى التخلص من مرض الدرن والقضاء عليه حتى لا يشكل عبئاً اقتصادياً أو اجتماعياً على الفرد والمجتمع وذلك عن طريق الاكتشاف المبكر للحالات ، ومعالجتها المعالجة المعيارية للوصول إلى الشفاء التام بإذن الله ،بالاضافة إلى اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة وحصر المخالطين مما يؤدي إلى كسر حلقة العدوى ويمنع انتشار المرض بين أفراد المجتمع. وتمشياً مع التوجيهات السديدة لولاة الأمر - يحفظهم الله - فقد قامت وزارة الصحة بتوفير كافة الخدمات الصحية من تشخيص وعلاج ومتابعة بالمجان لمرضى الدرن لكافة المواطنين والمقيمين حتى يتم لهم الشفاء بإذن الله. كما تم تجهيز عدد (69) مختبراً طرفياً للدرن في مراكز الرعاية الصحية الأولية بكل مناطق المملكة. ومنذ بداية اليوم العالمي للدرن لعام 2008م بدأ تنفيذ الحملة الوطنية للاكتشاف المبكر للدرن بكل المناطق ، اضافة إلى ارتفاع نسبة التغطية بالتطعيم الوقائي من مرض الدرن (BCG) والذي يعطى للأطفال حديثي الولادة إلى نسبة 97%. ويطيب لي أن أغتنم هذه الفرصة لدعوة كافة قطاعات المجتمع للمشاركة في دعم مسيرة هذا البرنامج الهام خاصة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لما لها من دور هام في الرفع من مستوى وعي المواطن والمقيم والتعريف بطرق انتقال العدوى وكيفية الوقاية من المرض باتباع العادات الصحية السليمة. وفي الختام أسأل الله المولى القدير ان يمن بالشفاء على كل مريض وأن يحمي بلادنا الغالية وقيادتها الرشيدة وشعبها الوفي من كل سوء ومكروه وان يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم انه سميع مجيب. وزير الصحة